بقيع الغرقد
أقام ناشطون من أبناء مدينة العوامية في منطقة القطيف شرق العربية السعودية فعاليات متنوعة، أحيوا فيها الذكرى الخامسة والثمانون لفجيعة البقيع الغرقد التي هُدمت فيها أضرحة أربعة من أئمة أهل البيت عليهم السلام على يد الوهابية في الثامن من شوال عام 1344هـ ، وقد تعددت أشكال الإحياء فقد أصدر العلامة الحجة الشيخ نمر باقر النمر بياناً أدان فيه هذه الجريمة ووصم فكر مرتكبيها بالتفكير الجاهلي للدين السامري الأموي الخارجي لخوارج هذه الأمة في العصر الحديث، وقال في بيانه " أدعو نفسي وأحرض جميع المؤمنين وبالخصوص محبي أهل البيت عليهم السلام وبالأخص مواليهم وأتباعهم لتجديد العهد، وعقد العزم، ومضاعفة الجهد للسعي بكل إمكانياتنا، وبكل السبل المشروعة بدء بالكلمة الرسالية والمسؤولة، ومروراً بالعمل الجاد والخالص، وختاماً بتشييد اللبن، وترصيع الذهب لبناء القباب الطاهرة لأئمة البقيع؛ وأن لا نتوانى عن تعظيم هذه الشعيرة والحرمة الإلهية، وأن لا نسمح للأمد الزماني أن يمتد ويكمل قرناً على تحويل القبب إلى أطلال، فلنكافح ونجاهد ونناضل ونقاوم من أجل البناء الشامخ قبل مضي قرن على الهدم الغاشم" ، كما خصص إمام الجمعة سماحة السيد خضر العوامي الخطبة الثانية لصلاة الجمعة للحديث عن تعظيم الشعائر ودعا المؤمنين للسعي لبناء أضرحة الأئمة عليهم السلام، وأُقيمت مجالس التأبين في كل من: جامع الإمام الحسين (ع)، ومسجد العباس (ع) وحسينية المنتظر (ع) وفي المجالس الخاصة، وتحدث الخطباء ـ في مجالس التأبين ـ عن مأساة البقيع وتاريخه وشرعية بناء القبور في القرآن الحكيم والسنة المطهرة، وضرورة تعظيم أئمة البقيع، وبينوا بطلان فكر مرتكبي الجريمة، كما وبادر موكب السيدة زينب (ع) بإحياء المناسبة بالعزاء في مسجد الشيخ محمد، و رفعت لافتات كبير على المباني المطلة على الشارع العام تضمنت صوراً للبقيع وكلمات للشيخ نمر تخص المناسبة، و أرسل موكب سيد الشهداء (ع) رسائل جوال عزى فيها المؤمنين في هذه المناسبة، وتبادل المؤمنون رسائل التعزية التي تحث على السعي لإعادة بناء البقيع. ودعا القائمون ـ على هذه الفعاليات من أبناء العوامية ـ الناشطين في مدن منطقة القطيف وخارجها لإحياء المناسبة بفعاليات أكبر في العام القادم لتكون محفز ومنطلق للسعي لإعادة بناء البقيع بأفضل مما كان. والجدير بالذكر أن العلامة الحجة الشيخ نمر باقر النمر بادر في عام 1425هـ الموافق لعام 2004م لإقامة مهرجان تحت عنوان " البقيع: حدث مغيب" إحياءً لذكرى البقيع والدعوة لبنائه، وقد منعت السلطات السعودية إقامة هذا المهرجان واعتقلت الشيخ على إثره بعد أن أثارت الدعوة لإقامة المهرجان غضب الوهابين الذي ظهر في مواقعهم على الإنترنت كموقع الساحات.إلا أن سماحة الشيخ لم يتوقف عن المطالبة ببناء البقيع، في خطب صلاة الجمعة، ودعا لإقامة المهرجان مرات عدة بعد ذلك العام، وطالب الدولة السعودية في عريضة قدمها لإمارة المنطقة الشرقية ببناء أضرحة أئمة البقيع عليهم السلام لتكون مزارات ومشاهد مشرفة، وطالب الدولة بالتكفل بجميع تكاليف التشييد والبناء.