أبو السائب عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب الجُمحي القرشي .
ولد في عصر ملؤه الجهل وانحطاط القيم الإنسانية ، في عصرٍ كان يسوده الظلم والجور ، وعدم مراعاة حقوق الإنسان ، لكنّه ( رضوان الله عليه ) لم ينخرط في سلك أهل عصره ، بل جعل عقله قائده وراشده ، وسلك في حياته مسلك العقلاء والحكماء ، حتّى قيل : إنّه كان من حكماء العرب في الجاهلية أسلم عثمان بن مظعون بعد ثلاثة عشر رجلاً ، انطلق هو وجماعة حتّى أتوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فعرض عليهم الإسلام وأنبأهم بشرائعه ، فأسلموا جميعاً ، وذلك قبل دخول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دار الأرقم ، وقبل أن يدعو فيها .
(أوَّل مَـنْ دُفـن في البقيع من المهاجرين) وكان من أوائل مَنْ أسلم، وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة المنوَّرة، وشهد بدراً، وكان شجاعاً مقداماً، عنيداً في نُصرْه الحق، وعُرف بعبادته فكان في النَّهار صوَّاماً، وفي اللَّيل قوَّاماً.ولمَّـا مات قبَّلَهُ رسولُ الله (صلى الله عليه واله وسلم) وبكاه، وعيناه تهرقان، وعندما سُئل: يا رسول الله أين ندفنه؟ قال: بالبقيع.
ثم قام بنفسه فَلَحَدَ له... ووضع علامة عند قبره، لتكون علامة عليه، وليدفن عنده مَنْ يموت من أهله.وعندما تـُوفِّيَ إبراهيم ابن رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم)، قال(صلى الله عليه واله وسلم): "إلـحقْ بالسلف الصالح عثمان بن مظعون".ثم قال بعد دفنه:"نِعْمَ السَّلفُ لنا هو عثمان بن مظعون".
واتفق أصحاب السير والتاريخ : أنّ أول من دفن بالبقيع عثمان بن مظعون ، ولم يكن البقيع قبل دفن عثمان مقبرة ، وروي أنه ( صلى الله عليه وآله ) أمر أن يبسط على قبر عثمان ثوب ، وهو أول قبر بسط عليه ثوب ، وروي أيضاً أنه ( صلى الله عليه وآله ) رشّ قبر عثمان بالماء بعد أن سوّى عليه التراب ، وكان ( صلى الله عليه وآله ) يزور قبره بين الحين والآخر دفن في أوَّل البقيع حيث بنات رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) مقابل مَنْ يدخل من الباب ويمشي مستقيماً،(حوالي 25 متراً) وغير صحيح ما يُقال إنَّه في آخر البقيع، فذاك قبر عثمان بن عفَّان.
محمد بن الإمام علي ابن أبي طالب(عليه السلام) ، معروف بـ ( ابن الحنفية ) ، لأن أمه خولة الحنفية كانت من بني حنيفة ، فغلبت عليه هذه النسبة كان من أعقل الناس وأشجعهم ، وكانت راية الإمام علي(عليه السلام) في حرب الجمل بيده .
قيل لمحمد بن الحنفية : لم يغرر بك أبوك في الحرب ولا يغرر بالحسن والحسين ( عليهما السلام ) فقال : إنهما عيناه ، وأنا يمينه ، فهو يدفع عن عينيه بيمينه .
وفي أيّام ثورة المختار بالكوفة قام ابن الزبير ـ أيّام حكومته ـ بحبس السيّد محمّد وجمع من بني هاشم وأنصارهم؛ بحجّة رفضوا مبايعته، وكان يريد إحراقهم بالنار، فأرسل ابن الحنفية رسالة إلى المختار يستنهض فيها الهمم ويطلب النصرة، فأرسل المختار جيشاً من الكوفة وعندما دخل الجيش إلى مكّة رفع شعار: (يالثارات الحسين)، فقاموا بكسر السجن الذي كان فيه ابن الحنفية وأنصاره، وقالوا له: خلِّ بيننا وبين عدوّ الله ابن الزبير، فقال لهم ابن الحنفية: «لا أستحلُّ القتال في حرم الله» أي مكّة المكرّمة.
أوصى الإمام علي(عليه السلام) عند وفاته ولده الإمام الحسن(عليه السلام) بأخيه محمّد خيراً، حيث قال: «وأُوصيك بأخيك محمّد خيراً، فإنّه شقيقك وابن أبيك، وقد تعلم حُبّي له...» توفي محمد بن الحنفية ( رضوان الله عليه ) سنة ( 81 هـ ) ، أيام خلافة عبد الملك بن مروان ، وكان عمره ( رضوان الله عليه ) خمساً وستين عاماً .
قبرهما على يسار الداخل، لمسافة 15 متراً تقريباً من الباب الرئيسي، ويُسمَّى "بقيع العمَّات" والمكان معروفٌ ومقصود.
صفيَّة: فهي بنت عبد المطَّلب، وكانت شجاعةٌ وصاحبةَ شهامة، ففي أيام معركة الأحزاب دخل أحدُ يهود بني قُريظة مُتجسساً على نساء المسلمين، فطلبت من حسّان بن ثابت أن يقتله، فخاف، فتصدَّت لليهودي بنفسها حتى قتلَتْه كانت صفية بنت عبد المطلب من أشجع النساء ، وقد سجَّلت موقفاً شجاعاً يوم أُحُد عندما قتلت يهودياً جاء ليتجسس على المسلمين ، لأن حسَّان بن ثابت جبُن عن قتله .ولم تكتفِ بذلك بل أخذت تعنِّف الفارِّين عن المعركة ، وتقدمت تقاتل الأعداء برمحها . أما عن صبرها عند الشدائد ، فقد روي أنها عندما جاءها خبر مقتل أخيها حمزة في معركة أُحُد قالت : إن ذلك في الله قليل ، فما أرضانا بما كان من ذلك ، لأحتَسِبَنَّ ، ولأصبِرَنَّ وجاءت إلى أخيها ، فصلَّت عليه وقالت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ثم أمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) به ( رضوان الله عليه ) فدُفن توفيت ( رضوان الله عليها ) سنة ( 20 هـ ) ولها من العمر ( 73 ) سنة .
عاتكة: هاجرت فهي بنت عبد المطلب هاجرت بعد إسلامها من مكة إلى المدينة المنورة ، وكانت قد تزوجت في الجاهلية من أبي أمية بن المغيرة المخزومي ، فولدت له عبد الله ، وزهير ، وبنتاً اسمها : قريبة وروي أنها قبل معركة بدر رأت في منامها رؤيا ، مفادها : أنها رأت راكباً أخذ صخرة من جبل أبي قبيس ، فرمى بها ركن الكعبة ، فتغلقت الصخرة ، فما بقيت دار من دور قريش إلا دخلتها منها كسرة غير دار بني زهرة . وبالفعل صدَّق الله سبحانه وتعالى رؤياها ، إذ وقعت معركة بدر وأصاب قريش ما أصابها من اندحار وخسران أمام جيش المسلمين وهي أختُ صفيَّة ودفنت بجوارها.... وقيل إنَّ هناك أيضاً، العمة الثالثة لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) جمانة بنت عبد المطَّلب.
وهو ابن ماريا القبطيَّة وُلد في السَّنة السابعة للهجرة، كانت قابلة السيّدة مارية مولاة رسول الله(صلى الله عليه وآله) فخرجت إلى زوجها أبي رافع، فأخبرته بأنّ السيّدة مارية قد ولدت غلاماً، فجاء أبو رافع إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) فبشّره، فسمّاه إبراهيم، وعق عنه يوم سابعه، وحلق رأسه فتصدّق بزنة شعره فضّة على المساكين، وأمر بشعره فدُفن في الأرض ومات وله من العمر حوالي سنة ونصف، وأمر رسول الله أن يُدفن بالبقيع عند عثمان بن مظعون، فرغب النَّاس في البقيع.
وهي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ، أول امرأة هاجرت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، من مكة إلى المدينة على قدميها .وهي الحاضنة والراعية والمربِّيةُ لرسول الله (صلى الله عليه وآله).وهاجرت مع ابنها أمير المؤمنين(عليه السلام ) إلى المدينة المنوَّرة، كانت فاطمة بنت أسد صُلبةَ الإيمان ، لا تتزحزح عن توحيد الله المتعال ، لم تركع لصنمٍ لا يقدر على استجلاب النفع لنفسه ولا الإضرار بها ، ظلت مرفوعة الرأس في الامتحان الذي خسر فيه الكثيرون ، لم تأكل ممّا ذُبح على الأنصاب ، فآلَ ذلك إلى طهارة روحها وجسدها ، واستحقّت شرف ولادة مولى الموحّدين أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .وهي من جملة أولياء الله المقرّبين الذين شفّعهم في قوله عزّ من قائل : ( ولا تَنفَعُ الشفاعةُ عِنَدهُ إلاّ لِمَن أَذِنَ له ) ، وقد نالت هذه السيّدة الجليلة هذا المقامَ الرفيع في الدنيا ، وعُدّت في الآخرة في عداد الشفعاء الذين يَشفَعون فيُشفّعهم الله تعالى . حيث قضت آخر أيام حياتها، فلمَّا ماتت وحُفر قبرُها، لحد لها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لحداً، ونزل فيه قارئاً للقرآن، وكفَّنها(صلى الله عليه واله وسلم) بقميصه المبارك، وصلَّى عليها عند قبرها، وقال: " ما أعفِيَ أحدٌ من ضغطة القبر إلاَّ فاطمة بنت أسد وتكفي أفعالُ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) معها لمعرفِة عظيم شأنها.ورُوي أنَّه عندما أُخبر بوفاتها، قال لجلسائه: " قوموا بنا إلى أُمي" فلمَّا وصل المنزل نزع قميصه وأمر به تحت أكفانها، وحمل نعشها مرّات، وتمعَّك في قبرها، فلمَّا دُفنت قال: " جزاكِ الله من أمٍ وربيبة خيراً، فَنِعْمَ الأُمُّ، ونِعْمَ الربيبة كنتِ لي وعندما سُئل عن سبب تكفينها بقميصه، وتمعُّكِهِ في لحدها، ولم يفعل ذلك لأحدٍ من قبلها، قال: "أمَّا قميصي فأردتُ لألاَّ تمسَّها النَّارُ أبداً إن شاء الله، وأمَّا تمعُّكي في اللَّحْد فأردتُ أن يُسِّعَ اللهُ عليها قبرها قبرها في البقيع قرب قبور الأئمة الأربعة (عليهم السلام) وإلى جوار قبر العباس بن عبد المطَّلب. (قبورهم جميعاً في جهة الجنوب مع ميل للشرق بسيط، تقع عينُ الداخل عليهم مباشرةً)..
وهو العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مره ، كنيته أبو الفضل ، ولد في مكة قبل عام الفيل بثلاثين سنة . كانت أمّه نفيلة بنت خباب أول عربية كست البيت الحرير والديباج ، وذلك أنَّ العباس فُقد وهو صغير ، فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت وهو عمُّ النَّبي (صلى الله عليه واله وسلم) ومن وجهاء مكة وأشرافها وإليه ترجع عمارة المسجد الحرام، حضر بيعة العقبة الثانية مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل أن يسلم، وشهد بدراً مع المشركين مكرهاً، فأُسّر وافتدى نفسه ، جاهر بإسلامه، ودافع عن النَّبي (صلى الله عليه واله وسلم) بشدَّة.كان مُحباً لأمير المؤمنين (عليه السلام) (ابن أخيه) هاجر إلى المدينة المنورة قبل الفتح بقليل وشهد مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فتح مكة ، وحنين ، وكان في حنين آخذاً بلجام بغلة النبي ( صلى الله عليه وآله ) .أنكر على عمر بن الخطاب توليه الخلافـة، وأعلن استعداده لمبايعة أمير المؤمنين الإمام علي ( عليه السلام ) ، كان من الذين صلّوا على فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) . أصيب في أواخر حياته بالعمى، وتوفي في اليوم الأول من رمضان سنة 32 هـ ، وتولى تغسيله أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وابنه عبد الله ودفن في مقبرة البقيع وقبره معروف في البقيع، قرب قبور الأئمة(عليهم السلام).
إلاَّ خديجة فقبرها بمكة، وميمونة قبرها في سَرِف، حيث تزوَّجت وماتت هناك على بعد 10كلم من مكة وقبور وزجات النَّبي(صلى الله عليه واله وسلم) متجاورة مع بعضها وتقع بالقرب من قبور بنات رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قرب قبر عقيل بن أبي طالب، وكانت داره هناك.(على خط شبه مستقيم للداخل من باب البقيع لمسافة 25متراً تقريباً). وقبور زوجات النَّبي(صلى الله عليه واله وسلم) هناك: صفيَّة، أم حبيبة، جويريَّة، أم سلمه، زينب، الهلالية، حفصة، سودة، عائشة.
وهي والدة أبي الفضل العبَّاس، عُرفت بإخلاصها وورعها وحنانها، فهي التي قدَّمت أولادها الأربعة دفاعاً عن أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) في كربلاء، وكانت راضيةً مُحتْسبةً.وعندما جاء مَنْ يُخْبرها بما حصل في كربلاء، سألت عن الحسين(عليه السلام) قبل أن تسأل عن أولادها.... فأخبرها عنهم أولا فتحاملت على نفسها، فما ذكر الحسين (عليه السلام) وما جرى معه، سقط حفيدها من ابنها العباس عن كتفها.وهي التي طلبت من زوجها أمير المؤمنين(عليه السلام) أن لا يُناديها باسمها (كان اسمها فاطمة) حتى لا يتأذَّى الحسن والحسين.وكان حنانها عليهما معروفاً.دُفنت في بقيع العمَّات، رضوان الله عليها.
وهو أحد إخوة أمير المؤمنين وكان يكبره بعشرين عاماً، ولد عام 33 قبل الهجرة النبوية السيّدة فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف. وكان يُحبُّه رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) حبّاً مُميَّزاً كرامة له ولأبيه(كان يُحبُّهُ النَّبيُّ حُبَّيْن). كان عالماً بأنساب العرب وأخبارهم وأيّامهم ، فيسألوه الناس عن النسب والحسب ، روي أنّ الإمام علي ( عليه السلام ) قال له : ( أنظر إلى امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوّجها ، فتلد لي غلاماً فارساً ) . فقال له : تزوّج أُم البنين الكلابية ، فإنّه ليس في العرب أشجع من آبائها كانت داره في وسط البقيع، فما تُوفِّيَ عام 50 هـ ودُفن فيها، وبعد ذلك دُفن أكثر بني هاشم بجواره. للداخل من الباب الرئيسي، يمشي مستقيماً مسافة 25متراً تقريباً.. وكانت تعلو قبره قبة كبيرة، وهُدمت
وهو حفيد الإمام زين العابدين(عليه السلام)، دُفن بجوار عقيل بن أبي طالب
عبد الله بن جعفر الطيار: هو أكبر أولاد أبيه ، وقد ولد في الحبشة عندما هاجر اليها والداه ، وهو أول مولود ولد في الاسلام بأرض الحبشة ،وَزوَّجه أميرُ المؤمنين ( عليه السلام ) ابنتَه زينب الكبرى ، عقيلة بني هاشم ، وعَمل كاتباً عند الإمام علي ( عليه السلام ) أيام خلافته وبعد شهادة أبيه في مؤتة أخذه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حجره قائلاً : « أما عبدالله فشبيه خلقي وخُلقي ، اللهم اخلف جعفراً في أهله ، وبارك لعبدالله في صفقة يمينه » . وصحب عبدالله بن جعفر النبي ، وحفظ الحديث عنه ، ولازم عمه أمير المؤمنين ، وابني عمّه الحسن والحسين ، وأخذ العلم عنهم . واشترك مع الإمام علي ( عليه السلام ) في معارك ( الجمل ، وصِفِّين ، والنَّهروان ) ، وكان أحد أُمَراء الجيش في تلك المعارك وكان أغنى بني هاشم وايسرهم ، وكانت له ضياع كثيرة ، ومتاجر واسعة وكان أسخى رجل في الإسلام ، وله حكايات في الجود كثيرة وعجيبة. وكان عبدالله بن جعفر منقطعاً الى عمه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ثم الى الحسنين ( عليهما السلام ) ولما بَلَغَهُ مقتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، ومقتل ولديه ( عَون ) و( محمَّد ) معه ، حَزنَ حزناً شديداً ، وقال : إلاَّ تَكُن آسَتْ حسيناً يدي ، فقد آساه ولدي وقد توفي سنة (80 هـ ) أو أربع أو خمس وثمانين ، في خلافة عبد الملك بن مروان ، وصلى عليه السجاد أو الباقر ( عليهما السلام ) وأمير المدينة
وهو إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، يكنى بأبي محمد ويلقب بالوفي، ولد في المدينة ما بين عامي 100 و 103 ﻫ من زوجة الإمام الصادق الأولى فاطمة. وهي بنت الحسين بن الحسن بن علي. وهو ولده الأكبر، دُفن بجوار شهداء أُحد وشهداء الحرَّة (يأتي الحديث عنهم إن شاء الله). (إليه ينتسب أهلُ الفرقة الإسماعيلية). توفي إسماعيل ( رضوان الله عليه ) سنة ( 133 هـ ) في منطقة العُريض، قرب المدينة المنورة، وذلك في حياة أبيه الإمام الصادق ( عليه السلام ) .وروي أن الإمام الصادق ( عليه السلام ) كان قد جزع عليه جزعاً شديداً، وحزن عليه حزناً عظيماً عندما مات ( رضوان الله عليه ).
هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة ، بن مالك بن ربيعة بن عامر بن مطرود البهرائي ، هذا هو اسمه الحقيقي ، ولد عام 24 قبل البعثة في حضرموت نشأ في ظل أبيه ورعايته ، وحنان أمه وعطفها ، ضمن مجتمع ألِفَ مقارعة السيف ، ومطاعنه الرمح ، فكانت الشجاعة إحدى سجاياه التي اتّصف بها فيما بعد. وكان إلى جانب ذلك رفيع الخلق ، عالي الهمّة ، طويل الأناة ، طيّب القلب صبوراً على الشدائد ، يحسن إلى ألدّ أعدائه طمعاً في استخلاصه نحو الخير ، صلب الإرادة ، ثابت اليقين ، لا يزعزعه شيء ، ويكفي في ذلك ما ورد في الأثر : ( ما بقي أحد إلا وقد جال جولة إلا المقداد بن الأسود فإن قلبه كان مثل زبر الحديد ) .هو أول فارس في الإسلام وكان من الفضلاء ، النجباء ، الكبار ، الخيار ، من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) سريع الإجابة إذا دُعي إلى الجهاد . شهد المشاهد كلها مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . وذكر ابن مسعود أن أوّل من أظهر إسلامه سبعة ، وعدَّ المقداد واحداً منهم وكان من الفضلاء النجباء ، إلا إنه كان يكتم إسلامه عن سيّده الأسود بن عبد يغوث خوفاً منه على دمه ، شأنه في ذلك شأن بقيّة المستضعفين من المسلمين الذين كانوا تحت قبضة قريش وكانت وفاته في سنة 33 للهجرة، بعد أن شهد فتح مصر ، وقد بلغ من العمر سبعين عاماً
وهو أبو عبد الله، جابر بن عبد الله بن عمرو الأنصاري الخزرجي صحابي ذائع الصِيت ، ولد سنة 16 قبل الهجرة النبوية ، عمّر طويلاً كان مع أبيه في تلك الليلة التاريخيّة المصيريّة التي عاهد فيها أهل يثرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ). على الدفاع عنه ودعمه ونصره ، وبيعتهم هي البيعة المشهورة في التاريخ الإسلامي بـ( بيعة العقبة الثانية ) لمّا دخل النبي ( صلى الله عليه وآله ) المدينة ، صحبه وشهد معه حروبه ، ولم يتنازل عن حراسة الحقّ وحمايته بعده ( صلى الله عليه وآله ) ، كما لم يدّخر وسعاً في تبيان منزلة علي ( عليه السلام ) والتنويه بها كان(رضي الله عنه) منقطعاً إلى أهل البيت(عليهم السلام)، ثابتاً على حبّهم، عن أبي الزبير قال: «رأيت جابراً متوكّأ على عصاه وهو يدور في سكك المدينة ومجالسهم وهو يقول: عليّ خير البشر، فمَن أبى فقد كفر، يا معشر الأنصار، أدّبوا أولادكم على حبّ علي، فمَن أبى فلينظر في شأن أُمّه»كان(رضي الله عنه) من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله)، والإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين والإمام زين العابدين(عليهم السلام)، وقد أدرك جابر الإمام الباقر(عليه السلام) أيضاً، إلاّ أنّه تُوفّي قبل إمامته وهو أوّل مَن زار قبر الإمام الحسين(عليه السلام) في أيّام أربعينيّته، وبكى عليه كثيراً. و أثنى الأئمّة ( عليهم السلام ) على رفيع مكانته في معرفة مقامهم ( عليهم السلام ) ، وعلى وعيه العميق للتيّارات المختلفة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومعارف التشيّع الخاصّة ، وفهمه النافذ لعمق القرآن وكان(رضي الله عنه) من الثلّة القليلة التي تعرف تأويل الآية الشريفة: «إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ»، أي أنّه كان يؤمن بالرجعة، فإنّ من النادر أن يعتقد أحد بالرجعة في القرن الأوّل الهجري شهد(رضي الله عنه) بدراً، وثماني عشرة غزوة مع النبيّ(صلى الله عليه وآله)، وشهد معركة صفّين مع الإمام عليّ(عليه السلام)، وكان من شرطة خميسه توفي(رضي الله عنه) سنة سنة 78هـ
الحرَّة اسم مكان في المدينة الموَّرة حيث نزل جيشُ يزيد بن معاوية الآتي لمحاربة أهل المدينة لأنَّهم رفضوا مبايعته، فقاتلهم قتالاً شنيعاً، وفعل أفعالاً مهولة: قتل 7000 من المهاجرين والأنصار، من الصحابة والتابيعن والحُفَّاظ... من الهاشميين وغيرهم.و استباح المدينة، ونهب الأموال، وأخذ أهلها عبيداً له... وهم الذين نصروا الإسلام وقامت دولتُهُ عندهم.ويزيد نفسه هو الذي رمى الكعبة الشريفة بالمنجنيق! دُفن الكثير من شهداء الحرَّة في البقيع بجوار شهداء أُحُد، وحولهم جدارٌ يُحيط بهم.
بعض أولاد أو أحفاد الأئمة السَّجَّاد والباقر والصادق والكاظم (عليهم السلام) ، وزيد بن الأرقم، وحميدة ورُقيَّة زوجتا مسلم بن عقيل وأخيه عبد الرحمن، الحسن المثَّنى، ، حسان بن ثابت، جعفر بن الحسن(عليه السلام ) سهل بن سعد الساعدي، ، أُسامة بن زيد،....