dome

وصف البقيع

وصف البقيع

وصف البقيع
بقيع العمات والزقاق الفاصل
عند باب البقيع الغربي الشمالي، على بعد 15 متراً تقريباً من باب البقيع يوجد قبرا صفية وعاتكة عمّتي النبي صلّى الله عليه وآله، وكان يسمى هذا البقيع بـ (بقيع العمات) وكان مفصولاً عن بقيع الغرقد الكبير ثم أُلحق به في العهد السعودي، ومساحة بقيع العمات 3493 متراً. وكان يوجد زقاق بين البقيع الكبير وبقيع العمات يتجه شرقاً ومساحة هذا الزقاق 824 متراً، وفي سنة 1373 هـ ضمت البلدية هذا الزقاق إلى بقيع الغرقد الكبير بإزالة الجدار الفاصل، كما ضمت مثلث من الأرض الذي يقع في شمال البقيع.

وصف محمد بن أحمد بن جبير (580هـ):(1)
وبقيع الغرقد شرقي المدينة، تخرج إليه على باب يعرف بباب البقيع، وأول ما تلقى عن يسارك عند خروجك، من الباب المذكور، مشهد صفية عمة النبي (صلى الله عليه وآله)، أم الزبير بن العوام، وأمام هذه التربة قبر مالك بن أنس الإمام المدني، وعليه قبة صغيرة مختصرة البناء.
وأمامه قبر السلالة الطاهرة إبراهيم ابن النبي (صلى الله عليه وآله)، وعليه قبة بيضاء، وعلى اليمين منها تربة ابنٍ لعمر بن الخطاب، اسمه عبد الرحمن الأوسط، وهو المعروف بأبي شحمة، وهو الذي جلده أبوه الحدّ، فمرض ومات.
وبازائه قبر عقيل بن أبي طالب، وعبد الله بن جعفر.
وبازائهم روضة فيها أزواج النبي (صلى الله عليه وآله)، وبازائها روضة صغيرة فيها ثلاثة من أولاد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويليها روضة العباس بن عبد المطلب والحسن بن علي (عليه السلام) وهي قبة مرتفعة في الهواء على مقربة من باب البقيع المذكور وعن يمين الخارج منه، ورأس الحسن إلى رجلي العباس، وقبراهما مرتفعان عن الأرض متسعان مُغَشّيان بألواح ملصقة أبدع إلصاق، مرصعة بصفائح الصفر، ومكوكبة بمساميره على أبدع صفة، وأجمل منظر.
وعلى هذا الشكل قبر إبراهيم ابن النبي (صلى الله عليه وآله).
ويلي هذه القبة العباسية بيت ينسب لفاطمة بنت الرسول (صلى الله عليه وآله)، ويعرف ببيت الحزن، يقال: إنه الذي أوت إليه والتزمت فيه الحزن على موت أبيها المصطفى (صلى الله عليه وآله).

وصف محمد بن أحمد المطري (ت741هـ) (2)
... ومع الحسن (عليه السلام) ابن أخيه علي بن الحسين زين العابدين وابنه الباقر وابنه جعفر بن محمد الصادق (عليهم السلام) وعليهم قبة عالية البناء، بناها الخليفة الناصر أبو العباس أحمد بن المستضيء.
ثم قبر عقيل بن أبي طالب ومعه في القبر ابن أخيه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وعليهم قبة، والمنقول أنّ قبر عقيل في داره.
ثم قبر إبراهيم بن سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعليه قبة فيها شبّاك من جهة القبلة، وهو مدفون عند جنب عثمان بن مظعون ، كما ورد في الصحيح أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين مات إبراهيم عليه السلام أنهم قالوا: أين نحفر له؟ قال: عند فرطنا عثمان.
وفي قبة عقيل حظير مبني بالحجارة يقال فيه قبور أزواج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيسلم عليهن هناك.
ثم قبر أم الزبير صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها على يسار الخارج من باب المدينة، ويقال أنّها دُفنت عند موضع الوضوء، عند دار المغيرة ابن شعبة، وعليها بناء من حجارة أرادوا أن يعقدوا عليه قبة صغيرة فلم يتفق ذلك لقربها من السور والباب.
ثم قبر إسماعيل بن جعفر الصادق في مشهد كبير مبيض غربي قبة العباس هو ركن سور المدينة من جهة القبلة والشرقي وبابه من داخل المدينة، بناه بعض ملوك مصر العبديين، ويقال إنّ هذه العَرَصَة التي فيها هذا المشهد وما حولها من جهة الشمال إلى الباب هي كانت دار زين العابدين علي بن الحسين (عليهم السلام)، وبين باب الأول وباب المشهد بئر منسوبة إلى زين العابدين، وكذلك بجانب المشهد الغربي مسجد صغير مهجور يقال إنه أيضاً مسجد زين العابدين...

وصف عبد الله بن أبي بكر العياشي (1072 هـ)(3)
فأول ما يلقاك من المشاهد إذا خرجت على باب المدينة المسمى بباب البقيع قبة فيها صفية بنت عبد المطلب على يسارك وأنت ذاهب في الزقاق الذي في وسط البقيع إلى ناحية المشرق. وإن ملت إلى اليمين مع سور المدينة فهناك مسجد صغير قيل إنّ فيه موقف النبي (صلى الله عليه وآله) حين خرج ليستغفر لأهل البقيع، وقيل هو زاوية دار عقيل بن أبي طالب التي دفن فيها. وفيها كثير من أهل البيت (عليهم السلام).
روى خالد بن عرفجة قال: كنت أدعو ليلة إلى زاوية دار عقيل، فمرّ بن جعفر بن محمد فقال: أعن أثر وقفت هنا؟ قلت: لا. قال: هذا موقف نبي الله ص بالليل إذا خرج يستغفر لأهل البقيع. قال المراغي: وقد أخبرني غير واحد أنّ الدعاء هناك مستجاب.
فإذا مررت كذاك تحت سور المدينة يميناً إلى أن توازي قريباً من زاوية سور المدينة الذي فيه مشهد السيد إسماعيل فهناك على يسارك القبة الكبيرة الماثلة في الهواء، وفيها مشهد العباس ومشهد الحسن بن علي ومشهد أمه على المشهور، ومشهد زين العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق وكثير من أهل البيت (عليهم السلام). وبين هذا المشهد وزاوية دار عقيل مشاهد متعددة إلى جهة المشرق:
منها: مشهد أمهات المؤمنين يروى أنّ فيه أمهات المؤمنين كلّهن ما عدا خديجة وميمونة، وهو في قبلة المشهد المنسوب لعقيل.
ومنها: المشهد المنسوب لعقيل، وفيه قبر ابن عمه أبي سفيان بن الحارث. روي أنّ عقيل بن أبي طالب (عليه السلام) رأى أبا سفيان بن الحارث يجول بين المقابر فقال: يا بن عمي مالي أراك هنا؟ قال: أطلب موضع قبري. فأدخله داره، فأمر بقبر فحفر في قاعتها، فقعد عليه أبو سفيان ساعة ثم انصرف، فلم يلبث إلا يومين حتى توفي ودفن فيه.
ومنها مشهد يقال إنّ فيه بنات النبي (صلى الله عليه وآله) ما عدا فاطمة (عليها السلام)، وهو قرب مشهد عقيل. ولا شك أنّ من مات من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) في حياته كان يدفنه قرب عثمان بن مظعون؛ لما ورد في الأحاديث الصحيحة أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما مات عثمان بن مظعون وضع عند رأسه حَجَراً وقال: "أعلم به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي" وهذا المشهد قريب من ذلك.
ومنها مشهد سيدنا إبراهيم ابن النبي عليه السلام فيه قبره وقبر عثمان بن مظعون. فقد جاء في الحديث أنّ أول من دفنه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالبقيع عثمان بن مظعون، فلمّا توفي إبراهيم قالوا: يا رسول الله أين نحفر له؟ قال : «عند فرطنا عثمان بن مظعون». وفي الحديث ما يدل على أنّ بنات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هناك. فقد روى الطبراني عن ابن عباس: لمّا ماتت رقية بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «ألحقي بسلفنا عثمان بن مظعون». والثابت في الصحيح أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يحضر موت ابنته رقية لغيبته في بدر، وأنه حضر موت ابنتيه أم كلثوم وزينب.
قال السمهودي: وأصل المروي في الطبراني وارد في أحدهما. ثم قال: والظاهر أنهن جميعاً عند عثمان بن مظعون لقوله عليه السلام لما وضع الحجر عند رأس عثمان: «أعلم بن قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي». رواه ابن ماجة والحاكم.
وفي ذلك المشهد أيضاً قبر فاطمة بنت أسد أم علي (عليه السلام) كما حققه السيد.
ومنها مشهد يُنسب لحليمة السعدية مرضعة النبي (صلى الله عليه وآله) عليه قبة لطيفة
ومن المشاهد القريبة من البقيع إلا أنّها ليست فيه، مشهد سيدنا إسماعيل بن جعفر الصادق... وهو كبير يقابل مشهد العباس في المغرب، وهو ركن سور المدينة هناك، وبني قبل السور فصار بابه من داخل المدينة، والمسجد الذي بجانب المشهد لزين العابدين، وعرصة المشهد داره، والبئر التي بين الباب الأول والمشهد بئره...
ومنها مشهد على يسارك وأنت مارّ في زقاق البقيع يقال أنه لأبي سعيد الخدري.

وصف محمد بن يحيى الولاتي(4):
مشينا ذات اليمين فدخلنا قبة آل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسلّمنا عليهم، وزرنا فيها عمّه أبا الفضل العباس، وسبطه الحسن، وبنته فاطمة(5)، وزين العابدين بن الحسين، وابنه محمد الباقر، وابنه جعفر الصادق (عليهم السلام)، وتوسلنا إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بجاههم وبه إلى الله تعالى، ودعونا كما تقدم.
ثم خرجنا منها فزرنا قبة بنات النبي (صلى الله عليه وآله) رقية وزينب وأم كلثوم، ووقفنا على باب القبة، وسلّمنا عليهنّ (رضي الله عنهن) وتوسلنا بهنّ إلى أبيهنّ نبي الله (صلى الله عليه وآله) وبه إلى الله عزّ وجلّ في قضاء مآربنا كلّها ودعونا كما تقدم.
ثم زرنا قبة أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) وقفنا ببابها وسلّمنا عليهنّ كلّهن، وهنّ: عائشة، وحفصة، وأم سلمة، وزينب بنت خزيمة، وزينب بنت جحش، ورملة بنت أبي سفيان، وسودة بنت زمعة، وصفية بنت حيي، وتوسّلنا بهنّ كما تقدم.
ثم دخلنا قبة سيدنا إبراهيم ابن نبينا (عليه الصلاة والسلام)، فسلّمنا عليه وعلى الصحابة الذين معه في القبة: عثمان بن مظعون، وعبد الله بن مسعود، وخنيس بن حذافة، وأسعد بن زرارة وتوسّلنا بالجميع كما تقدم.
ثم دخلنا قبة عقيل بن أبي طالب وعبد الله بن جعفر فسلّمنا عليهما وعلى من معهما في القبة من الصحابة كأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص وتوسّلنا بهم ودعونا كما تقدم...
ثم مشينا إلى قبة حليمة مرضعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوقفنا بباب القبة وسلّمنا عليها وتوسّلنا بها ودعونا كما تقدم.
ثم زرنا قبة أبي سعيد الخدري وفاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب وقبتاهما خارج البقيع من وراء جداره الشرقي(6)
ثم رجعنا، فلمّا وصلنا باب البقيع الغربي ملنا ذات اليمين إلى قبة صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسلّمنا عليها وزرناها، وقبتها عن يمين الخارج من باب البقيع الغربي وعلى يسار الداخل.
ودخلنا مسجد أبي بن كعب الذي صلّى فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو بين بابي البقيع الغربيين.
ثم رجعنا إلى قبة عقيل فوقفنا على الحجر المنصوب في الحضيرة التي عن يمين القبة الذي يقف عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلاً يزور منه أهل البقيع ويستغفر لهم، والدعاء عنده مستجاب.
ولمّا خرجنا من باب البقيع الغربي زرنا قبر سيدنا إسماعيل بن جعفر الصادق، وسلمنا عليه...
مع ملاحظة أن النبي (صلى الله عليه وآله) لديه ربيبات المسميات خطأً بناته - كما ورد في المتن السابق - فلا توجد غير السيدة فاطمة (عليها السلام) ابنة له كما ورد عن العلامة المحقق جعفر العاملي في كتابه (بنات النبي أم ربائبه).

وصف إبن بطوطة للبقيع:
مر إبن بطوطة على المدينة المنورة بعد إبن جبير بمائة وخمسين عاماً فوصف البقيع وصفاً مشابها لوصف إبن جبير في كتابه تحفة النظام في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار فقال:
وفمنها بقيع الغرقد وهو بشرقي المدينة المكرمة ويخرج إليه علي باب يعرف بباب البقيع فأول ما يلقى الخارج إليه على يساره عند خروجه من الباب قبر صفية بنت عبدالمطلب رضي الله عنهما وهي عمة رسول الله صلى الله عليه وآله وأم الزبير بن العوام رضي الله عنه وأمامها قبر إمام المدينة أبي عبدالله مالك بن أنس رضي الله عنه وعليه قبة صغيرة مختصرة البناء وامامه قبر السلالة الطّاهرة المقدسة النّبوية الكريمة إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله وعليه قبة بيضاء وعن يمينها تربة عبدالرحمن بن عمر بن الخطاب وهو المعروف بأبي شحمة وبإزائه قبر عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه وقبر عبدالله إبن ذي الجناحين جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما وبإزائهم روضة يذكر ان قبور أمهات المؤمنين بها ويليها روضة فيها قبر العباس بن عبدالمطلب عم رسول الله صلى الله عليه وآله وقبر الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام وهي قبة ذاهبة في الهواء بديعة الأحكام عن يمين الخارج من باب البقيع ورأس الحسن إلي رجلي العباس عليهما السلام وقبراهما مرتفعان عن الأرض متسعان مغشيان بألواح بديعة الالصاق مرصعة بصفائح الصفر البديعة العمل وبالبقيع قبور المهاجرين والأنصار وسائر الصحابة رضي الله عنهم إلاّ انها لا يعرف أكثرها وفي آخر البقيع قبر عثمان بن عفان وعليه قبة كبيرة وعلي مقربة منه قبر فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي إبن أبي طالب عليهما السلام.
وصف آخر للبقيع في القرن السادس الهجري:
وقد مر صاحب كتاب (الاستبصار في عجائب الأمصار) على البقيع في القرن السادس الهجري، وقدم وصفاً مناقضاً للوصفين السابقين... ومؤلف الكتاب مجهول ويقول عنه جعفر الخليلي:
كتاب حققه وعلق عليه الدكتور سعد زغلول عبد الحميد مدرس التاريخ الإسلامي بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، وهو من منشورات هذه الكلية ومطبوعات جامعة الإسكندرية، وقال محققه الدكتور سعد عن مؤلف الكتاب المجهول: انه كاتب مراكشي من كتّاب القرن السادس الهجري، والذي يقرأ وصف البقيع إلى ما يقرب القرن الثامن الهجري عند الرحالة والمؤرخين يجد تبايناً كبيراً بين وصف البقيع عندهم ووصفه عند مؤلف هذا الكتاب من حيث خراب القبور وإندراسها وتلاشي معالمها وتبعثر الجماجم والعظام بحيث يحار القاريء في كيفية التوفيق بين آراء أولئك وفي طليعتهم إبن النّجار (القرن السّابع) ورأي هذا الكاتب المراكشي، صحيح ان إبن النّجار ينفي وجود المعالم للقبور العامة في القرن السابع ولكنه لا يذكر شيئاً ولا بعض شيء مما ورد في كتاب الإستبصار المذكور إضافة إلى انه يصف الروضات وصفاً تاماً ويعين مثلاً روضة‌ الإمام الحسن بن علي عليه السلام والمدفونين في قبته، ويسهب في تعيين مواقع هذه الأضرحة، فإذا صح ما روى الكاتب المراكشي في كتاب الإستبصار فيجب ان تكون هنالك حوادث وقتية حدثت فآلت إلى مثل ذلك الخراب الشّامل والحرث الّذي أخرج الجماجم والعظام وبعثرها ثم عاد البقيع بعد ذلك إلي ما كان عليه مما فاتنا نحن الوقوف على أخباره».
يقول صاحب كتاب (الإستبصار في عجائب الأمصار) وقد نقلناه بتصرف:
«بقيع المدينة من ناحية الشرق، فأول ما تلقى إذا خرجت إلى البقيع: قبر مالك وهو قبر مهمل مبني بالحجر والطين، مرتفع (كذا ورد) من الأرض نحو 4 أشبار، وعند رأسه حجر أدكن منقوش تاريخه من يوم مات، ثم تسير منه قليلاً وقد بصقت القبور موتاها!!
ورفضت الأرض جميع ما دفن فيها من صغير وكبير!! ولم يبق في بطنها منهم شيء إلا رفضته علي وجهها فلم يبق عضو من أعضائها، ولا عظم من عظامها ولو كان مقدار خردلة إلاّ وخرج على الأرض من ناس أهل المدينة خاصة!! وترى البقيع شبه المقتلة من دفن قديم وحديث، وجماجم الموتى بالية قديمة، وأخرى حديثة، فهذا عبرة لمن إعتبر!! ثم تسير قليلاً فتلقى روضة العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه ثم روضة إبراهيم ولد النبي، ثم روضات كثيرة».
ووصف صاحب كتاب العريف المتوفي في القرن الثامن الهجري (741 هـ) البقيع وذكر ما فيها من القباب فقال:
«ذكر الشيخ محب الدين الطبري في كتابه ذخائر العقبى في فضائل ذوي القربى من تأليفه رحمه الله قال أخبرني أخ لي في الله تعالي ان الشيخ أبا العباس المرسي كان إذا زار البقيع وقف أمام قبة العباس وسلم على فاطمة رضي الله عنها ويذكر انه كشف له قبرها هناك والله أعلم ومع الحسن رضي الله عنه إبن أخيه علي بن الحسين زين العابدين وإبنه الباقر وإبنه جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنهم، وعليهم قبة عالية البناء بناها الخليفة الناصر أبوالعباس أحمد ابن المستضيء ثم قبر عقيل بن أبي طالب ومعه في القبر إبن أخيه عبدالله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهم، وعليهم قبة والمنقول ان قبر عقيل في داره ثم قبر إبراهيم بن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وعليه قبة فيها شباك من جهة القبلة وهو مدفون عند جنب عثمان بن مظعون رضي الله عنه كما ورد في الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وآله حين مات إبراهيم عليه السلام انهم قالوا أين نحفر له قال عند فرطنا عثمان.
وفي قبة‌ عقيل رضي الله عنه حظير مبني بالحجارة فيه قبور أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله فيسلم عليهن هناك ثم قبر أم أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب وهي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف رضي الله عنه وعنها في آخر البقيع شمالي قبة عثمان بن عفان في موضع يعرف بالحمام وعليها قبة صغيرة ثم قبر أم الزبير صفية بنت عبدالمطلب رضي الله عنها على يسار الخارج من باب المدينة ويقال انها دفنت عند موضع الوضوء عند دار المغيرة بن شعبة وعليها بناء من حجارة أرادوا أن يعقدوا عليه قبة صغيرة فلم يتفق ذلك لقربها من السور والباب ثم قبر أبي عبدالله مالك بن أنس الأصبحي أمام دار الهجرة في قبة صغيرة إذا خرج الإنسان من باب المدينة كان مواجهاً له من جهة الشرق ثم قبر إسماعيل بن جعفر الصادق في مشهد كبير مبيض غربي قبة العباس رضي الله عنه هو ركن سور المدينة من جهة القبلة والشرقي وبابه من داخل المدينة بناه بعض ملوك مصر العبديين ويقال ان هذه العرصة التي فيها هذا المشهد وما حولها من جهة الشمال إلي الباب هي كانت دار زين العابدين علي بن الحسين عليهم السلام وبين باب الأول وباب المشهد بئر منسوبة إلي زين العابدين وكذلك بجانب المشهد الغربي مسجد صغير مهجور يقال انه أيضا مسجد زين العابدين وليس بالبقيع قبر معروف ـ للسلف الصالح غير ما ذكر وسمي.

الهوامش
----------
1 - مقتبس من كتاب: (أضواء على معالم المدينة المنورة وتاريخها) لمؤلفه حسين علي المصطفى ص185، عن رحلة ابن جبير: ص173 – 174.
2 - انظر كتاب (أضواء على معالم المدينة المنورة وتاريخها) ص 186-188 عن التعريف بما آنست الهجرة، للمطري: ص 41 – 44.
3 - انظر كتاب المدينة المنورة في رحلة العياشي: ص 87 – 98، أخذناه من كتاب (أضواء على معالم المدينة المنورة وتاريخها) ص 188-192.
4 - مقتبس من كتاب: (أضواء على معالم المدينة المنورة وتاريخها) لمؤلفه حسين علي المصطفى ص192-193، عن كتاب الرحلة الحجازية: ص 190 – 191.
5 - لا يخفى أنّ المدفونة في هذه البقعة فاطمة بنت أسد عليها السلام وليست فاطمة الزهراء عليها السلام.
6 - الأصح أن قبر فاطمة بنت أسد في البقعة التي دفن فيها الأئمة المعصومون عليهم السلام.