بقيع الغرقد
توافدت المواكب الحسينية إلى مرقد سيد الشهداء وأخية أبي الفضل العباس عليهما السلام صباح اليوم الاربعاء13 جمادي الثاني 1434 هـ الموافق 24 نيسان 2013 م وذلك لاحياء ذكرى وفاة السيدة فاطمة بنت خزام الكلابية (ام البنين) عليها السلام . و أن هذه المواكب تحشدت من داخل وخارج كربلاء المقدسة متوجهة صوب المرقدين المطهرين لتقديم العزاء بهذه الذكرى الأليمة . والسيدة ام البنين هي فاطمة بنت حزام ، بن خالد ، بن ربيعة ، بن عامر ، بن كلاب ، بن ربيعة ، بن عامر ، بن صعصعة الكلابيّة ، فهي تنحدر من بيت عريق في العروبة و الشجاعة ، و قال عنها عقيل بن أبي طالب : ليس في العرب أشجع من آبائها و لا أفرس . تزوَّجها الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السَّلام ، بإشارة من أخيه عقيل بن أبي طالب لكونه عالماً بأخبار العرب و أنسابهم ، حيث كان قد طلب منه الإمام عليه السَّلام أن يختار له امرأةً قد ولدتها الفحولة من العرب ليتزوّجها فتلد له غلاماً فارساً ، فاختارها له . لم تحضر أم البنين واقعة الطف ، إلاّ أنّها واست أهل البيت ( عليهم السلام ) و ضحَّت من أجل الدفاع عن الدين الإسلامي بتقديم أولادها الأبطال الأربعة فداءً للحسين ( عليه السَّلام ) و لأهدافه السامية . ثم واصلت جهادها الإعلامي بعد مقتل سيد الشهداء و وصول أهل البيت عليهم السلام إلى المدينة المنورة ، فكانت تخرج كل يوم إلى مقبرة البقيع ومعها عبيد الله ابن ولدها العباس ، فتندب أبناءها الأربعة أشجى ندبة ، فيجتمع الناس إليها فيسمعون بكاءها و ندبتها و يشاركونها العزاء ، كما كانت تقيم مجالس العزاء في بيتها فتنوح و تبكي على الحسين عليه السَّلام و على أبنائها الشهداء الأربعة ، و لم تزل حالتها هذه حتى التحقت بالرفيق الأعلى . تُوفيت هذه السيدة الجليلة في الثالث عشر مِن جمادى الآخرة سنة : 64 هـجرية في المدينة المنورة و دُفنت بالجانب الغربي من جنة البقيع حيث يتوافد الزائرون لزيارة مرقدها الطاهر