بقيع الغرقد

تحلّى الإمام السجاد(عليه السلام) بصفات ربّانية تنمّ عن فضله وقدره السامي، وكان شبيهاً بجدّه امير المؤمنين(عليه السلام)، وروي عن الإمام الصادق(عليه السلام)، أنّه قال: "وما أشبهه من ولده ولا أهل بيته أحد أقرب شبهاً به في لباسه وفقهه من علي بن الحسين(عليه السلام)".

ولقد دخل أبو جعفر الإمام الباقر(عليه السلام)، عليه فإذا هو بلغ من العبادة مالم يبلغه أحد، فرآه قد اصفرّ لونه من السهر، ورمضت عيناه من البكاء، ودَبِرتْ جبهته، وانخرم أنفه من السجود، وورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة، فقال أبو جعفر(عليه السلام): "فلم أملك حين رأيته بتلك الحال البكاء، فبكيتُ رحمةً له، وإذا هو يفكّر، فالتفت اليّ بعد هنيهة من دخولي فقال: يا بني أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي بن أبي طالب(عليه السلام)، فأعطيته فقرأ فيها شيئاً يسيراً ثم كرها من يده تضجّراً وقال: من يقوى على عبادة علي(عليه السلام)".

وقال الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري: ما رؤي في أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين(عليه السلام).

وقال سعيد بن المسيّب ـ وكان من الفقهاء المعروفين في المدينة، وعبّر عنه الرواة أنّه لم يكن في التابعين أوسع منه علماً، وقد صحب الإمام السجاد(عليه السلام)، واُبهر في ورعه ـ ما رأيت قط أفضل من علي بن الحسين(عليه السلام)، وما رأيته قطّ إلاّ مقتُ نفسي .

وقد أعترف له بالفضل حتى الأعداد والخصوم أمثال يزيد بن معاوية (لع)، لذا قال في حقّه بعد أن أجبره أهل الشام ان يخطب فيهم في مجلس يزيد ومحضره وكان يخاف من قدرته(عليه السلام) فقال: إنّه من أهل بيت زقوا العلم زقّاَ، إنّه لاينزل الاّ بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان .

وقال عبد الملك بن مروان(لع) وهو أحد اعدائه، بل هو قاتله الذي لاقى الله تعالى بدمه الشريف، بعد ما رأى من أثر السجود بين عيني الإمام(عليه السلام): يا أبا محمد لقد بيّن عليك الاجتهاد، ولقد سبق لك من الله الحسنى، وأنت بضعة من رسول الله(صلى الله عليه وآله)، قريب النسب وكيد السبب، وانك لذو فضل عظيم على أهل بيتك، وذوي عصرك، من الفضل والعلم والدين والورع، مالم يؤته أحد مثلك، ولا قبلك إلاّ من مضى من سلفك، وأقبل يثني عليه ويطريه .

وقال ابن تيميّة : وأمّا علي بن الحسين فمن كبار التابعين وساداتهم علماً وديناً، وله من الخشوع وصدقة السرّ وغير ذلك من الفضائل ماهو معروف.

وقال الشيخ المفيد في الإرشاد: وقد روى عنه فقهاء العامة من العلوم ما لا يحصى كثرة، وحفظ عنه من المواعظ والأدعية وفضائل القرآن والحلال والحرام والمغازي والأيام ماهو مشهور بين العلماء، ولو قصدنا الى شرح ذلك لطال به الخطاب وتقضّى به الزمان.

وقال يونس بن بكير عن ابن اسحاق قال: كان بالمدينة كذا وكذا بيت يأتيهم رزقهم وما يحتاجون اليه لايدرون من أين يأتيهم، فلما مات علي بن الحسين(عليهما السلام) فقد ذلك

أحدث الاخبار

خدمة العتبتين المقدّستين يحيون ذكرى شهادة الإمام الباقر ومسلم بن عقيل (عليهما السلام)

خدمة العتبتين المقدّستين يحيون ذكرى شهادة الإمام ا...

أحيا خَدمَة العتبتَينِ المقدّستَينِ الحسينيّة والعبّاسية، ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر ومسلم بن عقيل(عليهما السلام)، عَبرَ موكب عزاءٍ موحّد. وشهد الموكب حضور عضو مجلس إدارة العتبة...

شعبة التوجيه الديني النسوي تقيم مجلس عزاء بذكرى شهادة الإمام الباقر (عليه السلام)

شعبة التوجيه الديني النسوي تقيم مجلس عزاء بذكرى شه...

أقامت شعبة التوجيه الديني النسوي التابعة لمكتب المتولي الشرعي للشؤون النسوية في العتبة العباسية المقدسة مجلس عزاء بذكرى شهادة الإمام محمد الباقر (عليه السلام). وقالت مسؤولة وحدة ال...

العتبة العباسية المقدسة تقيم مجلس عزاء بمناسبة ذكرى شهادة الإمام الباقر (عليه السلام)

العتبة العباسية المقدسة تقيم مجلس عزاء بمناسبة ذكر...

أقامت العتبة العباسية المقدسة مجلس عزاء بذكرى شهادة الإمام محمد الباقر (عليه السلام) في قاعة التشريفات. وقال المحاضر في المجلس الشيخ فيصل الكاظمي: إنّ "المجلس تضمّن ثلاثة محاور من...