بقيع الغرقد
منذ ما يقارب(100) عاماً قام أعداءُ أهل البيت(عليهم السلام) من الوهابية بارتكاب واحدة من أعظم الجرائم بحقّ التراث الإسلامي والإنساني، من خلال تطاولهم على أحد أهمّ البقاع المقدسة بالنسبة لمحبي آل محمد(عليهم السلام)، فامتدت أياديهم الخبيثة لتهدم قبور عترة المصطفى(ص) وسادة الخلق وخلفاء الحق، الذين شرّفوا تلك الأرض بعد أن ضمّت أجسادَهم الطاهرة والمطهّرة، وأصبحت مناراً يهتدي بنوره المسلمون، ابتداء بريحانة رسول الله وسيد شباب أهل الجنة مولانا الحسن الزكي(ع)، ثم مولانا زين العابدين وإمام الساجدين(ع)، وبجواره ولده باقر علوم الأولين والآخرين(ع)، وجعفر الصادق البار الأمين(ع)، وحولهم قبور خيرة أهلهم وأصحابهم ومواليهم وأعظم رموز التاريخ الإسلامي، فحوّلها أتباع بني أمية الى أرض جرداء، بعد أن كانت محط رحال المؤمنين من كلِّ حدب وصوب بقبابها وحرمها الذي كان روضة ترتفع فيها أصوات الدعاء والزيارة قربة الى الله تعالى، وكانت قبلة للمسلمين الذين ينهلون من العظماء الذين دُفنوا فيها كل معاني التوحيد والإيمان والتضحية في سبيل الله ونصرة الإسلام.
واستذكاراً لهذه الذكرى الأليمة والفاجعة العظيمة على قلب إمام زماننا الحجة بن الحسن(عج) وشيعته الأبرار، يحي اتباع اهل البيت ذكرى تهديم قبور أئمة البقيع في الثامن من شهر شوال عام(1344هـ) كل عام مستذكرين جرائم الوهابية، وحقدهم الدفين على ذرية رسول الله(ص) وعلى مواليهم ومحبيهم، تنطلق مجاميع العزاء وهم يردّدون الهتافات المعزّية لمولاتنا الزهراء(عليها السلام) بهذا المصاب الجلل.
بعدها تقام مجالس للعزاء في مراقد الائمة عليهم السلام وفي التكايا والمواكب الحسينية، وتلقى قصائد تعبر عن فداحة هذه الجريمة، ومعزية لسيد الشهداء(عليه الصلاة والسلام)، ومناشدة مولانا صاحب الأمر(عج) بتعجيل ظهوره الشريف، والانتقام من أعداء آل البيت(عليهم السلام).
وتنطلق مواكب العزاء في كل مكان ، لتستذكر الجريمة التي طالت أحد القبور المقدسة ضمن بقيع الغرقد، والذي له ارتباط وثيق بالمولى قمر العشيرة(ع) ألا وهو قبر سيدتنا ومولاتنا أم البنين(عليها السلام).
افياء الحسيني