بقيع الغرقد
أحيا المؤمنون في محافظة كربلاء المقدسة ذكرى وفاة السيدة ام البنين عليها السلام من خلال إقامة الشعائر العزائية التي من خلالها عبر المشاركون بهذه المناسبة عن تمسكهم بنهج محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار عليهم السلام ، وقد حمل المعزون نعشا رمزيا طاف مركز المدينة القديمة وتجمعوا في مرقد الإمام الحسين عليه السلام " المشاركون في المجالس والعزاوات اجمعوا على ضرورة مطالبة الحكومة السعودية للسماح بإعادة بناء مراقد الأئمة الأطهار في البقيع ومن ضمنهم قبر السيدة ام البنين وناشدوا كافة المسلمين في إنحاء العالمي الإسلامي بتنظيم احتجاجات وممارسة الضغوط على المملكة السعودية بهذا الاتجاه لتعود مراقد أئمة الهدى بقبابها الى جانب المسجد النبوي تضيء سماء المدينة المنورة " والسيدة ام البنين هي فاطمة بنت حزام ، بن خالد ، بن ربيعة ، بن عامر ، بن كلاب ، بن ربيعة ، بن عامر ، بن صعصعة الكلابيّة ، فهي تنحدر من بيت عريق في العروبة و الشجاعة ، و قال عنها عقيل بن أبي طالب : ليس في العرب أشجع من آبائها و لا أفرس . تزوَّجها الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) ، بإشارة من أخيه عقيل بن أبي طالب لكونه عالماً بأخبار العرب و أنسابهم ، حيث كان قد طلب منه الإمام ( عليه السَّلام ) أن يختار له امرأةً قد ولدتها الفحولة من العرب ليتزوّجها فتلد له غلاماً فارساً ، فاختارها له . لم تحضر أم البنين واقعة الطف ، إلاّ أنّها واست أهل البيت ( عليهم السلام ) و ضحَّت من أجل الدفاع عن الدين الإسلامي بتقديم أولادها الأبطال الأربعة فداءً للحسين ( عليه السَّلام ) و لأهدافه السامية . ثم واصلت جهادها الإعلامي بعد مقتل سيد الشهداء و وصول أهل البيت ( عليهم السلام ) إلى المدينة المنورة ، فكانت تخرج كل يوم إلى مقبرة البقيع ومعها عبيد الله ابن ولدها العباس ، فتندب أبناءها الأربعة أشجى ندبة ، فيجتمع الناس إليها فيسمعون بكاءها و ندبتها و يشاركونها العزاء ، كما كانت تقيم مجالس العزاء في بيتها فتنوح و تبكي على الحسين ( عليه السَّلام ) و على أبنائها الشهداء الأربعة ، و لم تزل حالتها هذه حتى التحقت بالرفيق الأعلى . تُوفيت هذه السيدة الجليلة في الثالث عشر مِن جمادى الآخرة سنة : 64 هـجرية في المدينة المنورة و دُفنت بالجانب الغربي من جنة البقيع حيث يتوافد الزائرون لزيارة مرقدها الطاهر.