بقيع الغرقد

استذكرت العتبةُ العبّاسية المقدّسة جريمة هدم قبور وأضرحة أئمّة البقيع(عليهم السلام)، التي تمرّ علينا اليوم الثامن من شهر شوال (1441هـ) ذكراها السابعة والتسعون، حيث أقامت في قاعة التشريفات التابعة لها مجلساً عزائيّاً مختصراً، نظراً للظروف الحاليّة ومراعاةً وعملاً بالتوجيهات الصحّية بعدم إقامة التجمّعات، للوقاية وتفادي انتشار فايروس كورونا.
المجلس شهد محاضرةً ألقاها السيد عدنان الموسوي من قسم الشؤون الدينيّة في العتبة المقدّسة، وتناول فيها أموراً عديدة، سلّط من خلالها الضوء على هذه الجريمة النكراء وأهدافها والغاية منها.
وقد بيّن الموسوي لشبكة الكفيل: "طرحنا في محاضرتنا هذه جملةً من القضايا ذات العلاقة بهذه المصيبة، منها أنّنا من خلال تتبّعنا للقرآن الكريم كمسلمين، رأينا أنّ القرآن الكريم يعظّم المؤمنين ويكرّمهم بالبناء على قبورهم، حيث كان هذا الأمرُ شائعاً بين الأُمم التي سبقت ظهور الإسلام، فيحدّثنا القرآن الكريم عن أهل الكهف حينما اكتُشف أمرهم بعد ثلاثمائة وتسع سنين، بعد انتشار التوحيد وتغلّبه على الكفر أنّهم اتّخذوا عليهم مسجداً".
وبيّن كذلك: "لو كان بناءُ المسجد على قبور الصالحين علامةً على الشرك، فلماذا صدر هذا الاقتراح من المؤمنين؟ ولماذا ذكر القرآن الكريم اقتراحهم دون نقدٍ أو ردّ؟! أليس ذلك دليلاً على الجواز؟!! (قَالَ الّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتّخِذَنّ عَلَيْهِم مّسْجِداً)، فهذا تقريرٌ على صحّة هذا الاقتراح -بناء المسجد-، ومن الثابت أنّ تقرير القرآن حجّة شرعيّة".
وأضاف: "تطرّقنا في محاضرتنا إلى موضوع آخر له علاقة بالحادثة التي رواها رسولُ الروم في مجلس اللعين يزيد بن معاوية وهو يتشفّى برأس الإمام الحسين(عليه السلام)، حين قال له: إنّ عندنا كنيسة في محرابها حقّة ذهبٍ معلّقة، وفيها حافرٌ يقولون إنّ هذا حافر حمارٍ كان يركبه عيسى، فيقصدها في كلّ عامٍ عالَمٌ من النصارى، يطوفون حولها ويقبّلونها ويرفعون حوائجهم إلى الله تعالى، هذا شأنهم ودأبهم بحافر حمار يزعمون أنّه حافر حمارٍ كان يركبه نبيّنا عيسى(عليه السلام)، وأنتم تقتلون ابن بنت نبيّكم؟!! فلا بارك الله تعالى فيكم ولا في دينكم".
واختُتِم المجلسُ بقراءة مرثيّةٍ جسّدت هول هذه الفاجعة الأليمة التي آلمت نفوس كلّ المسلمين.
الجديرُ بالذكر أنّ اليوم الثامن من شوّال المكرّم هو ذكرى هدم قبور أئمّة البقيع(عليهم السلام): الإمام الحسن المجتبى بن أمير المؤمنين، الإمام علي بن الحسين زين العابدين، الإمام محمد بن علي الباقر، الإمام جعفر الصادق بن الإمام الباقر(عليهم أفضل الصلاة والسلام أجمعين)، وهي الذكرى السابعة والتسعون حينما أقدم أعداء ومبغضو أهل البيت(عليهم السلام) على هدم هذه القبور المقدّسة.

أحدث الاخبار

خدمة العتبتين المقدّستين يحيون ذكرى شهادة الإمام الباقر ومسلم بن عقيل (عليهما السلام)

خدمة العتبتين المقدّستين يحيون ذكرى شهادة الإمام ا...

أحيا خَدمَة العتبتَينِ المقدّستَينِ الحسينيّة والعبّاسية، ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر ومسلم بن عقيل(عليهما السلام)، عَبرَ موكب عزاءٍ موحّد. وشهد الموكب حضور عضو مجلس إدارة العتبة...

شعبة التوجيه الديني النسوي تقيم مجلس عزاء بذكرى شهادة الإمام الباقر (عليه السلام)

شعبة التوجيه الديني النسوي تقيم مجلس عزاء بذكرى شه...

أقامت شعبة التوجيه الديني النسوي التابعة لمكتب المتولي الشرعي للشؤون النسوية في العتبة العباسية المقدسة مجلس عزاء بذكرى شهادة الإمام محمد الباقر (عليه السلام). وقالت مسؤولة وحدة ال...

العتبة العباسية المقدسة تقيم مجلس عزاء بمناسبة ذكرى شهادة الإمام الباقر (عليه السلام)

العتبة العباسية المقدسة تقيم مجلس عزاء بمناسبة ذكر...

أقامت العتبة العباسية المقدسة مجلس عزاء بذكرى شهادة الإمام محمد الباقر (عليه السلام) في قاعة التشريفات. وقال المحاضر في المجلس الشيخ فيصل الكاظمي: إنّ "المجلس تضمّن ثلاثة محاور من...