بقيع الغرقد
تيمناً وابتهاجاً بالذكرى العطرة لولادة الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم و التي ترافقت مع بزوغ كوكب دري في سماء الإمامة ولادة حفيد الدوحة النبوية الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام . أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة احتفالاً كبيراً في رحاب الصحن الكاظمي الشريف، واستهل الحفل بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم شنف بها الشيخ الأستاذ احمد النعينع احد كبار القراء في جمهورية مصر العربية أسماع الحاضرين. بعدها ألقى الحاج فاضل الانباري الأمين العامة للعتبة الكاظمية المقدسة كلمة بهذه المناسبة أعرب في مستهلها عن بالغ سعادته وسروره وهو يزف التهاني والتبريكات لمقام مولانا الحجة بن الحسن عليهم السلام والأمة الإسلامية وهي تعيش أفراح هذا المولد المبارك . وأضاف "أن من أراد أن يتكلم عن ولادة رسول الله صلى الله عليه واله لابد أن يفهم أولاً أن المولد الشريف المقدس لم يكن حدثاً طارئاً وعرضياً على التاريخ أو الإنسانية، وإنما هو ضرورة قصوى اقتضتها الإرادة الإلهية والحكمة الربانية لتتدارك ما حصل من تداعيات في الصرح الإنساني، فكان المشروع الإلهي حاضراً لتهيئة هذه الشخصية الفذة والفرد المتكامل المفعم بالطاقات الخلاقة القادرة على منح الأمة روح الإبداع والتجدد، وكذلك ما يتمتع به رسول الله صلى الله عليه واله من عناصر ومقومات العظمة والرفعة التي من شأنها تلبية الاحتياج البشري من الانتفاع السوي بالقسط والعدل الذي توفره الشرائع السماوية". وأوضح " لقد أستطاع رسول الله صلى الله عليه واله بقدراته العالية وإمكانياته الفريدة من أن يحدث انقلابا جذرياً في الحياة الاجتماعية والدينية والسياسية والاقتصادية، وإيجاد نظام حكم لم يكن مألوفاً آنذاك فأحدث نظرية حكم قائمة على أساس التعيين من قبل الله سبحانه وتعالى بدلاً عن نظرية الوراثة التي كانت سائدة في الجزيرة العربية آنذاك". وأشار الأنباري" إلى الدور الريادي للإمام جعفر بن محمد عليه السلام في الأمة وتصديه لأعباء الإمامة حيث كان مكملاً لدور جده المصطفى صلى الله عليه واله حيث كان واعية علم وداعية رشاد وهداية عظيمة لكل الناس تتجسد بها كل مظاهر الأعجاز فهو آية مبكرة من آيات النبوغ والذكاء ومظهراً من قدرة الله سبحانه وتعالى وعظيم إبداعه". بعدها القى الشاعر مضر الآلوسي قصيدة من الشعر الفصيح مجدت صاحب الذكرى المباركة . ثم القى الشاعر علي اللامي قصيدة حماسية من الشعر الشعبي عبرت عن مشاعر السرور والغبطة بحلول المولد النبوي الشريف، تلا ذلك قصيدة للشاعر الأستاذ عامر الانباري من الشعر القريض أبدع فيها وهو يصف مولد هذا النور الإلهي الذي استضاء به الوجود . و تخلل الحفل المبارك مسيرة ولائية حاشدة شارك فيها موكب خدمة الإمامين الجوادين عليهم السلام ومنتسبو العتبة المقدسة وجمع غفير من أهالي مدينة الكاظمية المقدسة، تحفهم رايات الولاء والتي انطلقت من حسينية آل الصدر باتجاه المشهد الكاظمي الشريف وصولاً لحرم الإمامين الجوادين عليهم السلام. كما شارك نخبة من رواديد المنبر الحسيني في إحياء هذه الذكرى الميمونة من خلال ما ألقوه من الأناشيد والابوذيات والموشحات الولائية التي ترنمت بحب النبي الأكرم (ص) وأهل بيته الأطهار عليهم السلام. وفي ختام الحفل وزعت الهدايا على الفائزين في مسابقة (أسبوع الوحدة)التي أقامتها إذاعة الجوادين.