بقيع الغرقد
استذكارا للذكرى السنوية الأليمة بتهديم قبور ائمة البقيع، الإمام الحسن المجتبى والإمام علي بن الحسين والإمام جعفر الصادق والإمام محمد الباقر عليهم السلام، أقامت الأمانتان العامتان للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية مؤتمراً لمناقشة مخاطر الوهابية على المسلمين وتأثيرات فكرهم الهدام البعيد عن قيم الإسلام السمحاء والمتخذة منه شعارا فقط, وانعقدت فعاليات البحوث للمؤتمر في الساعة الرابعة عصراً في قاعة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله في العتبة الحسينية المقدسة. من جانب آخر انطلق بعد ظهر يوم الاثنين (8 شوال الموافق 28/9/2009م) (موكب خدمة الروضتين الحسينية والعباسية المقدستين ومابين الحرمين) الذي يشمل مسؤولي ومنتسبي العتبات المطهرة في كربلاء المقدسة. وقد تجمهر المعزون في داخل العتبة الحسينية المقدسة متوجهين بعد ذلك الى العتبة العباسية المقدسة مرورا بمنطقة بين الحرمين الشريفين، حيث حملوا اللافتات التي كتب عليها الأهازيج الشعرية التي رددوها بصورة جماعية استذكارا للفاجعة، رافعين الرايات السوداء شعاراً للحزن والألم والمصائب إلى جانب الرايات الخضراء رمز آل البيت الكرام عليهم السلام تتخللها الأعلام العراقية. وقد اختتم المعزون عزائهم في الصحن الشريف لمرقد أبي الفضل العباس عليه السلام، بقراءة قصائد التعزية، رافعين تعازيهم إلى الإمام أبي عبد الله الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام بهذا المصاب الجلل، معلنين عن حبهم وتمسكهم وتواصلهم بمنهج أئمتهم عليهم السلام السائرين بهدي النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، والإصرار على المضي قدما في الطريق الذي رسموه لهم رغم الفتن والدسائس التي يشنها أعداء الإسلام ضدهم. يذكر أن الوهابيين المتشددون قد قاموا في مثل هذا اليوم من عام 1344هـ بهدم قبور أئمة البقيع ومساواتها بالأرض بسبب فكرهم المنحرف عن قيم الاسلام، وذلك بعد احتلال قواتهم المدينة المنورة ومكة المكرمة في سنة 1343هـ، وبسط سيطرتهم على تلك البقاع المقدسة.