استذكاراً للمناسبة الأليمة لهدم أضرحة أئمة البقيع " عليهم السلام" ومقاماتهم المباركة في الثامن من شوال سنة 1344هـ/ 1926م، تلك الفاجعة التي يندى لها جبين الإنسانية وانتهكت فيها حرمة المقدسات الإسلامية، وأدمت قلوب المؤمنين الموالين، حيث أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة برنامجاً دينياً خاصاً في رحاب الصحن الكاظمي الشريف، والقى فضيلة السيد محمد ابو الهيل محاضرة قيّمة استعرض خلالها أهمية البقيع من الناحية الدينية والحضارية، التي شرّفها الله بأن تضم الأجساد الطاهرة للأئمة "عليهم السلام"، وأشار إلى ما تعرضت إليه من هدم للأضرحة المقدسة في من الثامن الشوال سنة 1344 هـ ، من قبل التكفيريين المجرمين أعداء الله والإنسانية الذين أرادوا بمحاولتهم إطفاء نور الله وانتهاك حرمات المسلمين وها هم اليوم يتسللون الى العراق لينفّذوا ما فشلوا به سابقاً، إلا أن الفتوى الجهادية المباركة التي اطلقتها المرجعية الدينية العليا هي التي قصمت ظهر الإرهاب التكفيري وأطاحت به، وحفظت البلاد والعباد من خلال الدفاع عن الحُرم والمقدسات. كما تطرق فضيلته إلى بعض الجوانب العقائدية والأخلاقية التي أصبح اليوم مجتمعنا الإسلامي بأمسِّ الحاجة إليها والتوكيد على تطبيقها والإلتزام بها من خلال مراقبة الإنسان لنفسه ومحاسبته لها, وذلك وفق ما بيّنه لنا كتاب الله القران الكريم وما جاءت به العترة الطاهرة "عليهم السلام". من الجدير بالذكر أن الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تحرص على إحياء هذه المناسبة الأليمة، وتجدد المطالبة بإعادة بناء تلك المراقد الشريفة. ورحم الله العلّامة السيد صدر الدين الصدر أحد أعلام الكاظمية المتوفى سنة 1373هـ/1954م حيث قال بهذه المناسبة: لَعمري إن فاجعة البقيع ... يشيب لهولها فود الرضيع وسوف تكون فاتحة الرزايا ... اذا لم نصحُ من هذا الهجوع فهل من مسلمٍ للّه يرعى ... حقوق نبيه الهادي الشفيع