
بقيع الغرقد
منهج الامام في مدرسته الباقرية ... أكمل الامام محمد الباقر (عليه السلام) المسيرة العلمية لوالده الامام زين العابدين ( عليه السلام) لكن وفق اسلوبه ومنهجه .... فقد انتهج سيد الساجدين اسلوب الدعاء في توجيه اﻷمة وتعليمهم ... اما الامام الباقر فقد كانت مدرسته منهجها الحفاظ على تراث جده النبي من اﻷحاديث والمرويات ﻷجداده المعصومين اﻷئمة ليكون .... صمام الأمان لفحص الانحرافات الشرعية وفضحها أمام الملاء بكل ما أوتي من قدرة بالغة في البيان والخطاب التكليفي الملزم للافراد. .... فمن اصحابه الموالين والذين سعوا للمحافظه على هذا التراث الرباني... " أبان بن تغلب " (ت ١٤١ ه)، و " زرارة بن أعين " (ت ٠٥١ ه " ، و " محمد بن مسلم " (ت ٠٥١ ه) فقد كانوا درعا حصينا لصيانة أحاديث محمد بن علي (عليه السلام) من مطبات التزوير والتلفيق التي كانت السلطة الأموية جاهدة في ممارستها. وقد كان من ثمرات محافظتهم على تراث الإمام (عليه السلام) الفكري، حتى حفظت هذه المرويات ووصلت ألينا بأمانة عبر الأجيال المتعاقبة. وقد كان الإمام الباقر (عليه السلام) صريحا في إعلان مهمته الشرعية في الحفاظ على الرسالة السماوية من خلال عرض نصوص في توضيح الأحكام والتفسير ونقل الأحاديث النبوية التي حاولت السلطات السياسية تحريفها. فكان له دورا تأريخيا على صعيد ربط زمان النبي (صلى الله عليه وآله) بالأزمان المتعاقبة بجسر من النصوص الشرعية التي تستطيع معالجة جميع مشاكل الحياة الإنسانية على وجه الأرض. فالإمام (عليه السلام) يخاطب أصحابه بالقول: "... انظروا أمرنا وما جاءكم عنا، فإن وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا به، وإن لم تجدوه موافقا فردوه، وإن اشتبه الأمر فردوه، وإن اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده وردوه إلينا نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا...) مستدرك الوسائل ...