بقيع الغرقد
أصدرت منظمة شيعه رايتس واتش وهي منظمة إنسانية تتخذ من العاصمة الأمريكية مقرا لها لمتابعة حقوق الشيعة في العالم بياناً بمناسبة الذكرى الثامنة والثمانون لفاجعة هدم قبور البقيع وهذا نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين. (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللّهَ فَعَسَى أُولئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ)
إن ذكرى تهديم قبور أئمة البقيع عليهم السلام هي تعبير عن حجم الأسى والألم الذي تشعر به الأمة الإسلامية تجاه حدث تاريخي جلل ارتكبه نهج تكفيري خطير تسبب في هدم قبور المسلمين في المدينة المنورة خصوصا هدم قبور أئمة البقيع عليهم السلام. ويعبر عن حجم الحزن والإحباط الذي يعيشه المسلمون اليوم وهم يرون قبور أهم الرموز الإسلامية مهدمة ومستوية مع التراب.
كما إن استمرار هذه القبور المقدسة مهدمة دون وجود محاولة لإعادة بنائها يتسبب في تشويه صورة الإسلام وتدمير تاريخه ويؤدي الى نشر الكراهية والحقد وإثارة الفتنة والبغضاء.فالاعتداء والتجاوز على معتقدات إي شخص من أي دين أو طائفة إنما هو تجاوز واستهانة بمشاعر الأديان والمذاهب والأمم والشعوب فضلا عن الاستهانة بالدين الإسلامي، فما بالك بالتجاوز على حرمة خاتم الرسل والأنبياء.
إن تلك الجريمة تمثل احد أهم الحلقات التي ترتكبها بعض الزمر لزرع الفتنة وتفريق صف الأمة، والتي كانت نتيجتها فتح باب البلاء على هذه الأمة أوصلتها إلى حالة من الذل والهوان، وانتشار الفساد في الأرض واستباحة دماء الأبرياء.إننا ومن منطلق الوفاء لنبينا الكريم صلى الله عليه واله وسلم ومن باب التكريم لكل من ينتسب له وخصوصا آله الأطهار وحفاظا على مورث التاريخ الإسلامي فأننا نرى ضرورة الإسراع بإعادة بناء تلك المراقد بأفضل وأبهى صورة من خلال:
1ـ البدء برفع دعوى قضائية في المحاكم الدولية يتم فيها المطالبة بالضغط على الحكومة السعودية بالموافقة على بناء تلك المراقد والسماح لزوارها بحرية التحرك انطلاقا من مبدأ حرية ممارسة العبادة واعتناق الأديان.
2ـ تقديم الوثائق المدعومة بالصور بكون تلك القبور كانت مشيدة إلى حد عام 1344 هـ وان تهديمها جاء بناء على فتاوى تكفيرية لا تمثل كل المسلمين، ومطالبة منظمة اليونسكو بدرج هذه المراقد ضمن الآثار العالمية.
3ـ الضغط على منظمة المؤتمر الإسلامي ليكون لها موقف واضح من هذه القضية وعدم التغاضي عن مثل هكذا أفعال حاضراً او مستقبلاً.
4ـ إرسال اللجان والوفود الخاصة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لعرض هذه الجريمة بشكل عالمي ونشر مظلومية هذه المراقد وأهل بيت العترة سلام الله عليهم.
5ـ إقامة الفعاليات المختلفة في سائر دول العالم من تظاهرات واعتصامات وعلى مدار العام وبشكل تتابعي وعدم حصرها خلال فترة المناسبة فقط حتى يتم الوصول إلى النتائج المرجوة في بناء هذه المراقد.
6ـ اعتبار يوم الثامن من شوال يوما عالميا لإحياء ذكرى هدم قبور أئمة البقيع عليهم السلام وإدراج ذلك في البرامج الدولية.
7ـ الإعلان عن مظاهر الحزن والأسى في ذكرى يوم هدم البقيع عن طريق لبس السواد والإكثار من زيارة مراقد اهل البيت وعقد المجالس الحسينية لذكرها وذكر أهل البيت عليهم السلام.
8ـ إنشاء العديد من المؤسسات التي تعنى بالدرجة الأساس بالتأكيد على إعادة بناء القبور في بقيع الغرقد، ودعم هذه المؤسسات حتى تعمل عالمياً للتأكيد على إعادة بناء هذه القبور لما للأمر من أهمية تاريخية أثرية إضافة إلى أهميتها الدينية.
9ـ لوسائل الإعلام دور مهم في إحياء يوم البقيع عن طريق إعداد برامج خاصة عن هذه المناسبة توضح أهمية الحدث التاريخي الجلل دينيا وحقوقياً وحضارياً.
10ـ إقامة المؤتمرات والندوات العالمية التي تدعو إلى إعادة بناء قبور أئمة البقيع عليهم السلام عبر الدعوة إلى التسامح والحلم وجمع شتات الأمة.
11ـ إنشاء قنوات فضائية خاصة ومواقع خاصة على شبكة الانترنيت العالمية تعنى بهذه المسألة، بالإضافة الى إصدار مجلات ودوريات وكتب خاصة بهذا الحدث التاريخي الجلل.
إن السعي إلى إعادة أعمار البقيع بمختلف الوسائل المشروعة والسلمية هو وظيفة وواجب على كل مسلم، لذلك فان إحياء هذا اليوم هو خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف والوفاء لرسول الإسلام وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام وتحقيقا للأسس والعقائد التي قامت عليه الرسالة الإسلامية السمحاء.