بقيع الغرقد
تنوعت الفعاليات التي دعى لها ناشطون في محافظة القطيف لإحياء ذكرى هدم قبب وقبور أئمة البقيع (ع) المصادفة للثامن من شهر شوال. ففي جامع الإمام الحسين بالعوامية أقيم مجلس حسيني باستضافة الشيخ ناجي العبادي
و تعتزم مجموعة من اللجان الثقافية النسائية بمختلف مدن و قرى القطيف إحياء هذه الذكرى لمدة أسبوع تحت شعار (يا بقيع لن تبقى خلف القضبان).
و أعلن شباب حي الشويكة وما جاورها "وسط القطيف" الخروج في مظاهرة تضامنية مع يوم البقيع العالمي، وذلك يوم الخميس ليلة الجمعة، الساعة التاسعة مساءً في تقاطع مقبرة الدبابية.
و قام الوهابية وحلفاءهم بهدم قبب وقبور أئمة البقيع في العام 1220هـ وعندما سقطت الدولة السعودية على يد العثمانيين أعاد المسلمين بناء تلك القبور والقبب على أحسن هيئة من تبرعات المسلمين.
وعند قيام الدولة السعودية الثالثة عاود الوهابيون هجومهم على قبب وقبور ومشاهد الأئمة الأطهار وهدموها للمرة الثانية وكان ذلك في العام 1344هـ "فأصبح البقيع قاعا صفصفا لا تكاد تعرف بوجود قبر فضلا عن أن تعرف صاحبه".
و قامت السلطات السعودية بإلغاء أكثر من مهرجان في ذكرى هدم قبور البقيع خلال السنوات الفائتة.
و يعتقد الوهابيون على خلاف جمهور المسلمين أن زيارة وتعظيم قبور الأنبياء وأئمة أهل البيت عبادة لأصحاب هذه القبور وشرك بالله يستحق معظمها القتل وإهدار الدم!.
ولم يتحفظ الوهابيون في تبيان آرائهم، بل شرعوا بتطبيقها على الجمهور الأعظم من المسلمين بقوة الحديد والنار.. فكانت المجازر التي لم تسلم منها بقعة في العالم الإسلامي طالتها أيديهم، من العراق والشام وحتى البحر العربي جنوبا والأحمر والخليج غربا وشرقا.
وكانت المدينتان المقدستان (مكة والمدينة) ولكثرة ما بهما من آثار دينية، من أكثر المدن تعرضا لهذه المحنة العصيبة، التي أدمت قلوب المسلمين وقطعتهم عن تراثهم وماضيهم التليد.
وكان من ذلك هدم البقيع الغرقد بما فيه من قباب طاهرة لذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته وخيرة أصحابه وزوجاته وكبار شخصيات المسلمين.