بقيع الغرقد

تَّشحت أروقة المرقد العلوي الطاهر وصحنه الشريف بالسواد ورفعت الراية المباركة فوق القبة العلوية الشريفة إيذاناً بإيحاء الذكرى الاليمة لاستشهاد خامس الأئمة الاطهار الإمام محمد الباقر عليه السلام . وشهدت العتبة العلوية المقدسة توافد الالاف من الزائرين الكرام من داخل العراق وخارجه لإحياء الذكرى الاليمة فيما إستنفرت أقسام وشعب ووحدات العتبة العلوية المقدسة كامل جهودها لتقديم مختلف الخدمات لهم. فالسلام عليك يا سيدي ومولاي يا أبا جعفر يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا . قبس من سيرته العطرة : نسبه الشريف الاسم : محمد بن علي عليه السلام الكنى : أبو جعفر الأول الألقاب : شبيه النبي، الزاهر، الباقر يوم الولادة : الثلاثاء، أو يوم الجمعة((عصراً)) شهر الولادة : غرة رجب الأصم عام الولادة : 57 من الهجرة نقش خاتمه : العزة لله جميعاً يوم الاستشهاد : ضحوة صباح الأثنين السابع من ذي الحجة للعام 114 من الهجرة المرقد المقدس : البقيع بالمدينة ذريته الطاهرة : البنون 5، بنات 2 هو باقر علوم الأولين والأخرين ، ووارث جده خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ومشيد شريعة جده سيد المرسلين ، ومن أوصى له بالخلافة والإمامة بعده أبوه زين العابدين (ع) وخليفة الرسول الخامس ، وهو الذي قيل بشأنه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لجابر بن عبدالله الأنصاري (رض) : إنك ستبقى حتى تلقى ولدي محمد بن علي .....(عليه السلام) أسمه أسمي وشمائله شمائلي ، يبقر علم الدين بقراً ، أي يشقه شقاً ، فإذا لقيته فاقرأه مني السلام . أما نسبه لأبيه فهو الإمام محمد بن الإمام علي بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام ، الملقب بالباقر . أما أمه فهي فاطمة بنت الإمام الحسن بن علي (عليه السلام) أي أن أباه زين العابدين (عليه السلام) كان متزوجاً من أبنة عمه ، فالإمام الباقر (عليه السلام) كان أول هاشمي من هاشميين ، وعلوي من علويين ، وفاطمي من فاطميين . مولده ولد الباقر (عليه السلام) في المدينة المنورة ، يوم الجمعة الأول من شهر رجب المرجب ، من السنة السابعة والخمسين من الهجرة النبوية الشريفة . كنيته وألقابه أما كنيته فهو (( أبو جعفر )) وأما القابه ، فهي: "باقر العلوم " و تخفف فيقال "الباقر " ، والشاكر لله ، والهادي . عمره وحياته الشريفة عاش (عليه السلام) سبعاً وخمسين سنة ، منها ثلاث سنوات مع جده الحسين (عليه السلام) ، وبعدها مع أبيه الإمام السجاد (عليه السلام) خمساً وثلاثين سنة إلا شهرين ، ثم كانت إمامته (عليه السلام) بعد وفاة أبيه تسع عشرة سنة وشهرين ، فعمره (عليه السلام) بمقدار سنوات عمر جده الحسين (عليه السلام) وأبيه السجاد (عليه السلام) . أما حياته : فقد شهد (عليه السلام) في بداية حياته الشريفه واقعة الطف ، ومجزرتها علي أيدي الأمويين وأنصارهم من اهل الكوفة ، وعاش المحنة التي مرت على اهل البيت في طفولته ورافق الرزايا ، والمصائب التي توالت على أبيه زين العابدين (عليه السلام) وبعد أبيه ما تقرب العشرين سنة من حكام الجور في ذلك العصر ، وبعد أبيه ما يقرب العشرين سنة. ولقد نص على إمامته وخلافته الإمام زين العابدين عليهما السلام في كثير من المناسبات منها قوله : ألا وأنه الإمام أبو الأئمة معدن العلم ، يبقره بقراً ، والله لهو أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله . ذريته المباركة : له (سلام الله عليه ) سبعة اولاد ، خمسة ذكور وبنتان ، أولهم وأفضلهم الإمام السادس أبو عبدالله جعفر محمد الصادق (ع) وهو الإمام الموصى إليه بعد أبيه ، وثانيهم عبدالله وقد يشار إله بالفضل والصلاح ، وأمهما فاطمة المكناة بام فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر بن أبي قحافة . وإما بقية أولاده (ع) فهم عبيدالله ، وإبراهيم ، وعلي ، وأم سلمة ، وزينب ، وهم من أمهات شتى . مناقبه وفضائله أحدها( العلم: في كشف الغمة عن الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في كتابه معالم العترة الطاهرة عن الحكم بن عتيبة في قوله تعالى إن في ذلك لآيات للمتوسمين قال كان و الله محمد بن علي منهم و يأتي قول أبي زرعة لعمري إن أبا جعفر لمن أكبر العلماء.و عن أبي نعيم في الحلية أنه سأل رجل ابن عمر عن مسألة فلم يدر ما يجيبه فقال اذهب إلى ذلك الغلام فسله و أعلمني بما يجيبك و أشار إلى الباقر عليه ‏السلام فسأله فأجابه فأخبر ابن عمر فقال إنهم أهل بيت مفهمون. مجمل عهد إمامته ومعاصروه من طواغيت بني امية بدأت إمامة الباقر (ع) في عهد الوليد بن عبدالملك ، وقد استمرت إمامته (ع) بقية خلافة الوليد ، ثم خلافة أخيه سليمان بن عبدالملك ثم خلافة عمر بن عبد العزيز ، فيزيد بن عبدالملك ، فخلافة هشام بن عبدالملك . وهنا تختلف الروايات في شخص أخر خليفة أموي عاصره الإمام ، فبعضها ترى ان استشهاد الإمام الباقر (ع) كان في عهد هشام بن عبد الملك هذا . وهو قول الشيخ الطبرسي في إعلام الورى - وهذا الرأي هو الأرجح - ، وبعضها ترى ان الإمام عاش بعد هشام في عهد أبن أخيه الوليد بن يزيد بن عبدالملك ، وبعضها ترى انه (عليه السلام) عاش بعد الوليد أيضاً في عهد عمه يزيد بن الوليد بن عبد الملك ، وإبراهيم بن الوليد بن عبدالملك . علمه كان الإمام الباقر (عليه السلام) بحراً في العلم ، وكان في المعرفة الذروة التي لا يبلغها بالغ ، ولذا كان لقب (( باقر العلم )) منطبقاً عليه تمام الأنطباق ، ولذا كان أيضاً يتهيبه سلاطين بني أمية ، وخاصتهم بسبب مكانته العظمى بين العلماء وبين الناس ، فما كانوا يجدون سبباً يتخذونه ذريعة للبطش بالإمام (عليه السلام) ، إلى أن اضطروا إلى قتله بالسم سراً . وعرف عليه السلام بمنطقه وقوة حججه في المجادلات الفقهية والكلامية وفي أحكام الشريعة الغراء ، وكانت له مجالس مع علماء زمانه الذين كانوا يقصدون ليسألون ويناقشون ويستفيدوا منه سلام الله عليه . ما أوصى به عن استشهاده روى الكليني في الكافي بسنده إلى الرضا عليه ‏السلام قال : قال أبو جعفر الباقر عليه ‏السلام حين احتضر إذا إنا مت فاحفروا لي و شقوا لي شقا فإن قيل لكم إن رسول الله صلى ‏الله‏ عليه ‏وآله لحد له فقد صدقوا )أقول( و ذلك لأنه عليه‏ السلام رأى أن الشق أصلح له من بعض الوجوه من اللحد فأمرهم به و إن كان اللحد أفضل. و روى الكليني بسنده عن الصادق عليه ‏السلام قال : إن أبي استودعني ما هنالك )يعني ما كان محفوظا عنده من الكتب و السلاح و آثار الأنبياء و وداعهم( فلما حضرته الوفاة قال ادع لي شهودا فدعوت أربعة من قريش فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر فقال اكتب: هذا ما وصى به يعقوب بنيه يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا و أنتم مسلمون. و أوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد و أمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه يوم الجمعة و أن يعممه بعمامته و أن يربع قبره و يرفعه أربع أصابع و أن يحل عنه إطماره عند دفنه.ثم قال للشهود انصرفوا رحمكم الله فقلت له يا أبت ما كان في هذا بأن يشهد عليه فقال يا بني كرهت أن تغلب و أن يقال أنه لم يوصى إليه فأردت أن تكون لك الحجة. أراد أن يعلمهم أنه وصيه و خليفته و الإمام من بعده. و روى الكليني في الكافي بسنده عن أبي عبد الله الصادق عليه ‏السلام قال : إن أبي قال لي ذات يوم في مرضه يا بني ادخل أناسا من قريش من أهل المدينة حتى أشهدهم فأدخلت عليه أناسا منهم فقال يا جعفر إذا أنا مت فغسلني و كفني و ارفع قبري أربع أصابع و رشه بالماء فلما خرجوا قلت يا أبت لو أمرتني بهذا صنعته و لم ترد أن أدخل عليك قوما تشهدهم فقال يا بني أردت أن لا تنازع )أي لا تنازع في الإمامة و الخلافة من بعدي متى علموا أنك وصيي . و روى الكليني في الكافي بسنده عن أبي عبد الله الصادق عليه ‏السلام قال : كتب أبي في وصيته أن اكفنه في ثلاثة أثواب أحدها رداء له حبرة كان يصلي فيه يوم الجمعة و ثوب آخر و قميص فقلت لأبي لم تكتب هذا فقال أخاف أن يغلبك الناس و أن قالوا كفنه في أربعة أو خمسة فلا تفعل و عمَّمني بعمامة و ليس تعد العمامة من الكفن إنما يعد ما يلف به الجسد. و روى الكليني في الكافي بسنده أن أبا جعفر أوصى بثمانمائة درهم لمأتمه و كان يرى ذلك من السنة لأن رسول الله صلى‏ الله‏ عليه‏ وآله قال اتخذوا لآل جعفر طعاما فقد شغلوا. رثاء الإمام محمد الباقر عليه السلام أضاء وجه العلمِ و الرسومي بنورِ وجهِ باقر العلومي تعساً و بؤساً لهشام الشومي من هتكهِ لباقر العلومي أيطلب الرميُ من الإمامي مع الرماة من علوج الشامي و كم دمٍ محرمٍ أراقوا سالت بهِ الحجازُ و العراقُ كم هتكوا من النبي حرمته كم جّزروا جزرَ الأضاحي لحمته الشيخ محمد الدماوندي . استشهاده استشهد الإمام الباقر (عليه السلام) بسم دسه له الخليفة الأموي في سرج فرسٍ اركب الإمام (عليه السلام) عليه، عندما أرجعه من دمشق ألى المدينة بعدما أشخصه منها إلى الشام . ، وقبض (عليه السلام) يوم الأثنين السابع من شهر ذي الحجة الحرام من سنة أربع عشرة ومئة من الهجرة النبوية المباركة بالمدينة المنورة . وقد أوصى (عليه السلام) إلى أبنه عبدالله بن جعفر الصادق (عليه السلام) بالإمامة بعده ، وأودعه ودائع الإمامة ، وجدد له وصاياه وتعاليمه ، وكان في جملة وصاياه ان يشقوا قبره كما لحد لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعين ثمان مئة درهم لمأتمه ، وكان يرى ذلك من السُّنة المقدسة . ثم اوصى بوقف من ماله لِنوادب يندبنه عشر سنين ، أيام منى من الحج ، واوصى بعمامة وبردٍ وأثواب أخر لكفنه وروي عنه انه قال (( إن الموتى يتباهون بأكفانهم )) ثم قضى نحبه (عليه السلام) مظلوماً شهيداً مسموماً ، ودفن في البقيع من المدينة المنورة ، في البقعة التي فيها العباس بن عبد المطلب ، أي حيث دفن أبوه السجاد وعمُّ أبيه الحسن المجتبى (عليه السلام) ، بقرب جدته فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب (عليه السلام) .

أحدث الاخبار

خدمة العتبتين المقدّستين يحيون ذكرى شهادة الإمام الباقر ومسلم بن عقيل (عليهما السلام)

خدمة العتبتين المقدّستين يحيون ذكرى شهادة الإمام ا...

أحيا خَدمَة العتبتَينِ المقدّستَينِ الحسينيّة والعبّاسية، ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر ومسلم بن عقيل(عليهما السلام)، عَبرَ موكب عزاءٍ موحّد. وشهد الموكب حضور عضو مجلس إدارة العتبة...

شعبة التوجيه الديني النسوي تقيم مجلس عزاء بذكرى شهادة الإمام الباقر (عليه السلام)

شعبة التوجيه الديني النسوي تقيم مجلس عزاء بذكرى شه...

أقامت شعبة التوجيه الديني النسوي التابعة لمكتب المتولي الشرعي للشؤون النسوية في العتبة العباسية المقدسة مجلس عزاء بذكرى شهادة الإمام محمد الباقر (عليه السلام). وقالت مسؤولة وحدة ال...

العتبة العباسية المقدسة تقيم مجلس عزاء بمناسبة ذكرى شهادة الإمام الباقر (عليه السلام)

العتبة العباسية المقدسة تقيم مجلس عزاء بمناسبة ذكر...

أقامت العتبة العباسية المقدسة مجلس عزاء بذكرى شهادة الإمام محمد الباقر (عليه السلام) في قاعة التشريفات. وقال المحاضر في المجلس الشيخ فيصل الكاظمي: إنّ "المجلس تضمّن ثلاثة محاور من...