بقيع الغرقد
عقدت الأمانتان العامتان للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين مؤتمرا لمناسبة ذكرى تهديم قبور أئمة البقيع عليهم السلام وتحت شعار (البقيع وسامراء رايات من عاشوراء ) وعلى قاعة خاتم الأنبياء في الصحن الحسيني الشريف وبحضور عدد من السياسيين ورجال الدين والأدباء والمثقفين. وقال أمين عام العتبة الحسينية المقدسة الشيخ (عبد المهدي الكربلائي) في تصريح خصه لمراسل موقع نون الذي حضر المؤتمر "أن هذا المؤتمر والندوات التي تقام في ذكرى تهديم قبور أئمة البقيع عليهم السلام إنما هي تعبير عن الأسى بهذه الذكرى الأليمة وتبيان النهج الخطير للفكر التكفيري وضلالة المنهج والمستند الذي استندوا إليه في هدم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام) وقبور أخرى للمسلمين". واضاف "أن هذا النهج يمثل تهديداً لدعائم الفكر الإسلامي والوحدة الإسلامية، وإن جرائم الخط التكفيري لم تقتصر على قبور أئمة البقيع بل امتدت لتسفك دماء المسلمين وتعتدي على أموالهم وأعراضهم وها نحن نشاهد ونقرأ الفتاوى التفكيرية التي أباحت سفك دماء المسلمين ليس من الشيعة فقط، بل دماء المسلمين قاطبة خاصة في العراق، وهذه الفتاوى واضح تحريمها من خلال النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة "، مبينا " أن هذا الفكر الضال والمنحرف الذي جعلوه مبرراً لجريمتهم يستندون إليه الآن كمبرر في سفك دماء المسلمين والاعتداء عليهم وكذلك القيام بجرائم أخرى تهدد وحدة المسلمين وتزرع الفتنة الطائفية كما في جريمة تهديم قبة الإمامين العسكريين (عليهما السلام) والنتائج التي أدت إلى تلك الجريمة ونريد من خلال هذا المؤتمر أن ننبه الأمة الإسلامية إلى خطورة هذا النهج التكفيري الضال على الوحدة الإسلامية باعتبار ان هذا النهج سيزرع الأحقاد والبغضاء وبالتالي يؤدي إلى التناحر بين أبناء الأمة الإسلامية وإضعافها وتشويه سمعة الإسلام في أنظار بقية الشعوب والذي يؤدي إلى صنع صورة قاتمة عن الفكر الإسلامي ولذلك نريد من خلال المؤتمرات التركيز على خطورة هذا النهج الفكري حتى تتنبه الأمة الإسلامية ولا يكون هنالك قبول له، إضافة إلى تبيان مظلومية أهل البيت (عليهم السلام) وأن هنالك جريمة ارتكبت بحقهم باعتبار أن التكفيريين يقصدون من خلال فعلهم هذا قطع الاتصال مع أئمة اهل البيت (عليهم السلام) لأننا نعتقد أن زيارة القبور إنما يراد منها تجديد للولاء والعهد مع الأئمة الأطهار (عليهم السلام) والسير على مبادئهم التي تمثل المبادئ الأصيلة للقرآن الكريم والنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم )". من جانبه قال الباحث والمفكر الاسلامي السيد (سامي البدري) في تصريح لمراسل موقع نون " ان تهديم قبور أئمة البقيع انطلقت من أساس فكري يشمل موقف خاص من القبور وليس فقط قبور البقيع وإنما قبور أخرى، وهذا الأساس الفكري اجتهاد خاطئ وينبغي أن يوضح للمسلمين أن الأساس الفكري الذي قام عليه فكرة تهديم القبور باطل بدليل أن ملايين المسلمين سنوياً وعلى طول السنة يطوفون حول حجر إسماعيل كجزء من الكعبة وهذا الحجر هو قبر للنبي إسماعيل وأمه هاجر(عليهما السلام) ولمجموعة من الأنبياء، وهذه الحقيقة تجعل من الأساس الفكري الذي قام عليه هذا المذهب أساساً باطلاً ينبغي توضيحه للمسلمين بحكم هذه الحقيقة، حيث كان الطواف كاملاً حول الكعبة قبل الإسلام وجاء الإسلام وأقره وهذه الحقيقة متفقاً عليها جميعاً وهي تكفي بأن هذه الفكرة خاطئة وأراد أصحابها أن يكفّروا جميع المسلمين إلا من تبنى هويتهم "